و مـضـــــــــة – فِتْنة.. !


كيف لفتاة في مستوى تدينك وأخلاقك أن تتصرف هكذا؟!
كيف تجحدين فضل والديْك عليك؟!
كيف سمحت لك نفسك بهجرانهما بعد تخرجك؟!
أيعقل أن تستأجري منزلا بعيدا عنهما؟!
نحن لسنا في أوربا.. أيعقل أن تسكني وحدك؟
تجلدها تعليقاتهم.. ينزف جرحها الغائر.. صارت تتحين الفرص لزيارة والديْها في أوقات لا تلتقي فيها أحدا من الأهل والجيران…
يستبد بها الأرق من أجل والديْها.. تطاردها الكوابيس.. تفترسها الوحدة…
تتجرع معاناتها في صمت.. تجأر إلى الله بالدعاء.. وحده يعلم سبب رحيلها للعيش وحيدة..
بعد أن أرهقها السهر.. يعود ثملا ليلا.. يمارس عليها ووالديْه كل أنواع العنف.. يهددها بسكينه.. يسرق مالها… تبيت الليل تحت وابل صراخه وفحشه.. تظل النهار في عملها المرهق.. ويظل نائما..وحين ينهض، يشرع في صراخه وفحشه ووعيده لها ولوالديْها وإخوتها…
تدهورت حالتها الصحية… صارت أغلى أمنياتها لُحيْظة ترتاح فيها، بعيدا عنه…
لم يُجْد معه أي حل.. يردد أنه لن يعمل، ولن يتوب، ولن يرحل.. لأنه بكل بساطة، ينتظر حقه في إرث البيت البسيط بعد أن يرحل الأب…
يرفض والداها رفضا باتّا طرده رغم أنه في عقده الرابع…
فُتنَت أيما فتنة.. اختارت الرحيل…
يشن عليها حملة قذف وتشويه سمعتها بين الأهل والجيران…
لم تشعر بالراحة والطمأنينة بعد رحيلها كما كانت تظن.. يؤرقها التفكير في والديْها.. فكيف يتحمّلان عقوقه وهما في شيخوختهما؟! وكيف لأمها أن تصبر لمعاناتها معه ومع أمراضها المزمنة..؟!
تعاني الأرق.. تلاحقها -في منامها-كوابيسه وسكّينه وصراخه.. كما تلاحقها أسئلة وتعليقات الأهل والجيران..
وحده  يعلم معاناتها.. تبثه شكواها.. وتسأل الدعاء بظهر الغيب…

ذة. نبيلة عزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>