و مـضـــــــــة – شهادة «ضياع»!


تنفست الصعداء.. ستؤدي ما في ذمتها من ديْن ثقيل للمصحة ..
حمدت الله، ستعود إلى البيت رفقة أمها.. كل غال رخيص إلا هي..
حين هرعت بها إلى مصحة.. أجمع الأطباء على ضرورة إجراء عملية جراحية مستعجلة..
سحبت من البنك رصيدها المتواضع.. اقترضت من صديقاتها ومعارفها..
توجهت نحو المصحة لتسديد الفواتير..
نزلت من سيارة أجرة صغيرة أمام المصحة.. في لمح البصر، سطا عليها سائق دراجة نارية.. أشهر في وجهها سيفا لامعا.. انتشل منها حقيبة يدها وانطلق كالبرق..
ضاع المبلغ ووثائقها الإدارية الهامة وهاتفها ومفاتيح البيت…
جمدت في مكانها من هول الصدمة…
توجهت إلى أقرب مخفر شرطة.. سئلت عن السارق.. تأتأت:
- كان يرتدي خوذة على رأسه ويضع نظارتين سوداوين على عينيه…
عقّب شرطي: «يا بنتي نريد أوصافه.. سائقو الدراجات النارية كثْر، وكلهم يرتدون الخوذات والنظارات السوداء.. أنت خامس ضحية في هذا اليوم.. تكررين التصريح نفسه الذي ذكره الضحايا الآخرون..!»
تسلمت شهادة «ضياع».. تجتر الخطى.. ترتعد رعبا من كل مارّ في الشارع.. تتساءل: رباه كيف لي الخروج من هذه الورطة؟!

ذة. نبيلة عزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>