و مـضـــــــــة – الـمسـاجـد للـه


قرر أن يتغير في رمضان .. أقنع أصدقاءه بخوض التجربة: “لنُصلِّ العشاء والتراويح بدل لعب الورق على الرصيف…”
ما أن دلف ا المسجد حتى بدأ التعليق الساخر من ها وهناك.. “عُبّاد الحْريرة.. عبّاد رمضان..!”
ضاق أحد أصدقائه ذرعا .. غادر المسجد بعد صلاة التحية… ثار آخر وأخذ بتلابيب أحد المعلقين وهو يكور قبضة يده ليوجه لكمة لوجهه.. علا ضجيج .. تدخل طفل وهو يربت على الشاب الثائر. “عَمّو، هذا بيت الله وليس لأحد.. صلِّ ولا تُلْق بالا لأحد..!”
حدق فيه الشاب مستغربا.. أضاف الطفل بكل ثقة: ” أنا آتي إلى المسجد منذ كان عمري ست سنوات.. فكان يطردني من الصف كل من رآني.. ومع ذلك كنت أصبر وأنزوي في آخر ركن لأصلي..”
زفر الطفل وأضاف وهو يمسح دموعه: “كنت آتي وحدي، فيقوم الكبار بطردي.. كم كنت أتألم.. لأنني يتيم .. لو كان معي أبي، لَما تجرأ أحد على طردي.. !”
مسح الشاب على رأسه.. وهمس له: “تعال كل يوم باكرا لنصلي في الصف الأول!”
قفز الطفل فرحا: “لن يجرؤ أحد على طردي من الصف الأول وأنت معي.. !”
التفت الشاب إلى أصدقائه وقال: “هذا طفل أعقل منا.. سنصلي كل يوم هنا .. ولْيعلِّق المعلقون كما شاؤوا.. حقا إن المساجد لله وحده!”

ذة. نبيلة عزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>