مجرد رأي – أخرجوا «أبا تريكة» من قريتكم…


…بالرغم من أنني لست من هواة كرة القدم ولا من متابعي مبارياتها وليس بيني وبينها سوى الخير والاحسان، إلا أنني أجد نفسي متضامنا مع اللاعب المصري الخلوق أبو تريكة لما تعرض له من ظلم إثر الحكم الجائر للقضاء المصري «الشائخ « بالتحفظ على أمواله بحجة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين المتهمة بالإرهاب ظلما وزورا… اشتعلت جميع المواقع الاجتماعية من فايسبوك وتويتر وغيرهما تنديدا وسخرية من هذا الحكم السخيف تعاطفا مع اللاعب الأكثر شهرة ليس في مصر وحدها وإنما في جميع دول العالم …. فشهرة أبي تريكة أو «الماجيكو» كما يسمونه، لم تأت فقط لمهارته وذكاء مراوغاته في الملاعب، وإنما كذلك لأخلاقه العالية ولالتزامه الديني وأعماله الخيرية المتنوعة… أبو تريكة ليس لاعبا مصريا مرموقا فقط، وإنما أيضا ثروة أخلاقية ورياضية قومية لمصر وللوطن العربي قاطبة.
أبو تريكة: أول من تضامن من أهل غزة إثر العدوان الصهيوني عليهم في سنة 2008 عندما رفع قميصه ليظهر تحته قميص آخر كتب عليه بالبنط العريض «تضامنا مع غزة» ليشاهده الملايين عبر العالم. وطبعا أخذ مقابل ذلك أشرف وأشهر ورقة صفراء في تاريخ كرة القدم العالمية مع ما استتبع ذلك من مضايقات وعقوبات.
أبو تريكة: يساعد الفقراء والمحتاجين من ماله الخاص ويشهد له بذلك الجميع.
أبو تريكة: يبني المساجد في الدول الإفريقية التي يلعب فيها
أبو تريكة: تعاطف مع ضحايا مجزرة بور سعيد فاعتزل اللعب إثر ذلك كما قام بحملة لجمع التبرعات لأهل الضحايا.
أبو تريكة: عارض الانقلاب على الشرعية وتضامن بمواقفه الشجاعة مع أنصار الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي معرضا بذلك سمعته وحياته وممتلكاته للخطر الشديد … فكانت مواقفه السياسية أشرف وأنبل من مواقف عدد من المشايخ والدعاة من الذين صدعوا رؤوسنا بكلامهم الفارغ على امتداد عقود من الزمن..
أبو تريكة : تضامن مع ضحايا جميع المجازر التي أقامها الانقلابيون ضد أبناء مصر الشرفاء بدءا من مجزرة محمد محمود وليس انتهاء بمجزرة رابعة العدوية…
لأجل كل ما سبق يحاصرون الرجل الشريف ويتحفظون على أمواله، بعدما يئسوا من مضايقته وصرفه عن مواقفه الشجاعة… فثبته الله تعالى وقال في أول تصريح له على الحكم الجائر : «نحن من نأتي بالأموال لتبقى في أيدينا وليس في قلوبنا، تتحفظ على الـأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها» ثم اسمعه وهو يدعوا بهذا الدعاء الذي ينم عن معدن شريف وأخلاق عالية ونبل نادر: «يا رب إن كان هناك حاسد يكره أن يراني سعيدا فارزقه سعادة تنسيه أمري»
تلك هي أخلاق النبلاء الذين تربوا على موائد الرحمن وعلى الأيادي المتوضئة للعلماء الربانيين الذين تعتبرونهم إرهابيين …وتلفقون لهم التهم ظلما وزورا، وغدا سوف تعلمون من الكذاب الأشر… أيها الحمقى…
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها

ذ: عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>