بين يدي العدد – سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم النموذج الأمثل..


سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم النموذج الأمثل لتطبيق دين الله تعالى كما أمر تعالى، والنموذج الأكمل الذي صنع على عين الله تعالى وتوفرت فيه جميع أسباب وخصائص النموذج الذي يحتاج إليه لبناء الأمة القائدة الشاهدة. ولقد أدرك المسلمون عامتهم وخاصتهم طيلة تاريخ الأمة قيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانة سيرته في الدين وفقه الدين وتنزيله على الواقع، وقد أدركوا أن حفظها وفقهها من حفظ الدين وفقهه، وأن اقتفاء سيرته والعمل بسنته هو عين التدين الصحيح والإيمان الصريح، وحظيت قديما وحديثا -ولا تزال- بعناية المسلمين الذين بذلوا في خدمتها جهودا جليلة بحسب ما أملته حاجة كل عصر، تدوينا وضبطا، تيسيراً وشرحاً، اختصاراً وفهرسة، مع ما صاحب ذلك من الحاجة إلى فقهها واستنباط الأحكام المتعلقة بحياة المسلمين دينا ودنيا ودعوة، وماأملته حاجات العصر الحديث من ترجمتها إلى لغات عالمية لتبليغ الدين وهداية الشعوب والأمم الأخرى. وتزداد حاجة الأمة في عصرنا أكثر من أي وقت مضى إلى عودة الأمة إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عودة صادقة من جوانب عديدة لعل أهمها هو جانب استمداد الهدى المنهاجي لإخراج نموذج عبد الله الصالح لبعثة الأمة بعثة جديدة وتكثير هذا النموذج لإنقاذ البشرية ونشر وتبليغ رحمة الله تعالى للناس كل الناس. وفي هذا السياق ظهرت جهود معاصرة عديدة في العناية بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرية وعملية كان لها أثر كبير في استعادة وعي الأمة بذاتها واستنهاض همم أبنائها لإصلاح سيرتها وفق سيرة نبيها، إذ لا مسيرة للأمة نحو الهدى والرشاد من غير اتباع هدي سيرة خير العباد. وقد كان المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية بفاس في موضوع: “جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية”، الذي نظمته مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية والمجلس العلمي الأعلى ومنظمة النصرة العالمية وجامعة القروين طيلة ثلاثة أيام 9-8-7 محرم 1434هـ الموافق لـ24-23-22 نونبر 2012م، واحدا من أهم هذه الجهود الرامية إلى تحقيق هذه العودة المنشودة، عودة الأمة إلى دينها عودة واعية وواعدة، وأوبة إلى تصحيح العلاقة مع الله جل وعلا ومع رسوله صلى الله عليه وسلم أوبة واثقة وصادقة، فلا عودة لهذه الأمة للحياة قائدة رائدة شاهدة من غير هذه العودة الواعية الراشدة الواعدة. ونظرا لأهمية هذا المؤتمر زمانا ومضمونا، قواعد ومقاصد، ألما وأملا حرصت جريدة المحجة أن تجعل قراءها الكرام في قلب الحدث وتجعل الحدث في قلوبهم عسى أن يكون ذلك باعثا لكل خير وناهضا بالأمة نحو كل عز ونصر. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>