إشراقة – الغنى الحقيقي


عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس))(متفق عليه) -العرض : بفتح العين والراء  هو المال-.

وقد قال تعالى : {تريدون عرض الدنيا}  النفس الملائكية تقنع بالقليل ولا تطمع فيما عند العبيد، والنفس الجهنمية تقول هل من مزيد، والغنى الحقيقي غنى القلب لمن ألقى السمع وهو شهيد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت نعم، قال : وترى قلة المال هو الفقر؟ قلت : نعم يا رسول الله. قال : ((إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب))(رواه ابن حبان في صحيحه).

وقد امتنّ  الله على نبيه بغنى النفس فقال تعالى : {ووجدك عائلا فأغنى} قال أهل التأويل : يتنزل على غنى النفس، فإن الآية مكية ولا يخفى ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تفتح عليه خيبر وغيرها من قلة المال والله أعلم.

قال ابن حجر رحمه الله تعالى : صاحب المال الكثير ليس غنيا لذاته بل بحسب تصرفه فيه، فإن كان في نفسه غنيا لم يتوقف في صرفه في وجوه البر والقربات، وإن كان في نفسه فقيرا أمسكه وامتنع من بذله فيما أُمر به خشية نفاذه، فهو في الحقيقة فقير صورة ومعنى(1).

ولو بحثنا  عن حقيقة غنى النفس لوجدناه في القناعة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : ((قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما أتاه))(رواه مسلم).

 ذ. عبد الحميد صدوق

—-

1- الفتح  327/14.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>