آيبون… تائبون! 34- الرحمة


نظر إليها.. سبحان الله.. تحجبت الفتاة.. هي نفسها جاءت إليه باكية ذات يوم.. تســـأله وجلة :

- لقد حلفت اليمين الغموس.. كذبت.. أأخلد في النار؟

رد الإمام ضاحكا:

- أنسيت التوبة؟ استغفري الله.. وتوبي توبة نصوحا..

فقاطعته :

- لكنني حلفت اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار..

رد عليها:

- يا بنيتي، أنسيت رحمة الله..؟ اِقرئي عن التوبة… وعن التائبين.. أنت فيك خير كثير.. والدليل سؤالك هذا.. وإحساسك بالذنب.. عرفت الداء.. والدواء هو التوبة..لا تقنطي من رحمة الله عز وجل..

ومضى يرتل آيات عن التوبة.. ويذكرها بأحاديث نبوية…

بعد أيام، عادت إليه الفتاة بلباس محترم.. تشكره على نصيحته.. فقد اطمأنت نفسها..

ها هي اليوم تعود إليه بالحجاب.. قالت له: “جئت لأشكر فضيلتكم.. في أول مرة، جئتكم بلباس يعري أكثر مما يستر.. حذرتنيصديقاتي من زيارتكم على تلك الحال..

قلن لي: لو دخلت عليه بلباسك هذا، سيطردك لأول وهلة.. لكنكم استقبلتموني بابتسامتكم التي لا تفارق وجهكم، وساعدتموني على الحل.. قرأت عن التوبة..وعن رحمة الله.. فعشقت القرآن .. وأحببت الرسول صلى الله عليه وسلم

.. ووجدتني أستر نفسي وأرتدي الحجاب طاعة لهما”..

- بكى الشيخ وقال: كيف كنت سأطردك يا بنتي والله الرحمن الرحيم لا يطرد أحدا من رحمته..؟ ديننا دين رحمة.. والراحمون يرحمهم الله…

ردت :

- الرحمة.. الرحمة.. هذا شعاري دائما وأبدا.. شكر الله لكم.. كل مرة، أتعلم منكم درسا قيما..

ذة. نبيلة  عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>