بِنَبْضِ القلب – لا محيد عن المصالحة


كلما انحسرت الفجوة بين حماس والسلطة المتمثلة في فتح، وكلما تقدم مسلسل المصالحة بين الإخوة الفلسطينيين، كلما تحرك المهرولون بإيعاز من الولايات المتحدة وبعض الأنظمة العربية الدائرة في فلكها لإفشال أي تقارب يروم سحب البساط من تحت أقدام دعاة السلام المهزوم.

لقد استبشر الشارع الفلسطيني ومعه الشارع العربي … الحوار الأخوي الوحدوي الذي قطع أشواطا كبيرة بين ممثلي الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في رام الله، وبعد أن تم الاتفاق على إعادة هيكلة منظمة التحرير والاتفاق على  تحديد موعد لإجراء الانتخابات، تحركت اللجنة الرباعية لإلقاء حجر في بركة السلام الآسنة، ودعت إسرائيل والسلطة للاجتماع في عمان في محاولة مكشوفة للالتفاف على  مسلسل المصالحة الوطنية الفلسطينية وقطع الطريق أمام أي تقارب فلسطيني – فلسطيني..

لقد أعلن أوباما صراحة أن التقارب بين حماس وفتح يهدد عملية السلام، كما أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن على السلطة الفلسطينية أن تختار بين حماس والسلام مع إسرائيل، مما حدا بكل من رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس ورئيس حكومة غزة السيد خالد مشعل أن يردا على  هذه التصريحات بأنه لا محيد عن المصالحة، وأن المصالحة خيار استراتيجي ووطني يمثل رغبة كافة الفلسطينيين مهما اختلفت مشاربهم.. إن الإخوة في فلسطين على اختلاف توجهاتهم هم في أمس الحاجة اليوم إلى  تذليل كافة العقبات والتوجه رأسا إلى مصالحة حقيقية مع الذات ومع الله ومع الوطن، وإرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وإلى  العالم كافة أن السلام يؤخذ ولا يعطى وأن الشأن الفلسطيني هو من اختصاص الفلسطينيين وحدهم، وأن لا أحد يمكن أن يملي عليهم تصوره لعملية السلام، وأن المستقبل بأيديهم لا بأيدي الذين كانوا سببا في مأساتهم، فالتاريخ شاهد على ما خطته الأيدي الآثمة منذ وعد بلفور المشؤوم وإلى  حد كتابة هذه السطور.

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>