آيبون… تائبون! 28- وبهما إحسانا!


شعر بالإهانة.. حاول أن يقاطع محدثه..  في الأمر خلل ما.. لكن محدثه -وهو زميل في الطب أيضا- تابع حديثه : “يا لها من مفاجأة!

تطوعت في جمعية خيرية.. ففحصتهما.. لكن، أرجوك أن تلح على  الخالة أمك أن تواظب على  ذلك الدواء الباهض الثمن.. حالتها حرجة…!”

ذهل.. تساءل : “أيمكن أن يلجأ أبواي إلى  جمعية خيرية وأبناؤهما أطر عليا و”همة وشان”!

هرع إلى الجمعية، بدعوى أنه يريد التطوع فيها.. اطلع على  ملفات المرضى.. صدم وهو يفتح ملفي أبويه!

لا يدري كيف ذهب إليهما.. حاولا التهرب في البداية.. لكنهما سرعان ما بكيا بكاء حارا كطفلين.. قالت الأم : “تردى بنا العمر.. ابتلانا الله بأمراض مزمنة.. أبوك تعب ولم يعد دكانه الصغير يسد رمقنا…”

سألهما : – ألم يساعدكما أخي فلان.. وفلان.. وفلان.. وفلانة وفلانة..؟ أجابت : – كل واحد منكم يظن أن الآخر يساعدنا.. أنت فقط تعطينا خمسمائة درهم في السنة!

قاطعها : – لكن، لماذا لم تخبراني؟!

فنهرته : – ألا تحسون بنا؟ كرامتنا لم تسمح لنا بذلك رغم أنكم أبناؤنا

احتقر نفسه.. هوى على  أقدامهما يقبلهما.. أخبر إخوته بالأمر.. لكن كل واحد منهم يعتذر متذرعا بمصاريف أسرته الصغيرة…

فتح لهما حسابا بنكيا جاريا.. أتى بمساعدة تخدمهما.. سهر بنفسه على علاجهما لدى أختصاصيين.. ونذر نفسه خادما لهما.. وتطوع فعلا في جمعية خيرية لمساعدة المرضى الفقراء..!

يداري دموعه ويقول : “أي إهانة أمام ذلك الزميل؟ لكن.. ماذا سأقول لله وقد أوصاني بهما إحسانا؟ فكيف سأشعر أمامه عز وجل..؟!”

نفحات من البركة يظلل بها الله عز وجل حياته وأسرته الصغيرة ورزقه.. لم يشعر بها قط من ذي قبل..

فاللهم اجعلنا نخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. وارحمهما…!

ذة. نبيلة  عـزوزيبر

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>