آيبون… تائبون! 23- تخبط


هي مجرد نسبة قليلة… فوائد سيؤديها أقساطا…!

استدان للبيت.. وللسيارة.. وللأثاث… عمليات سهلة، وتسهيلات مدهشة!

لكن فرحته كانت مجرد زيف، ستنقلب كابوسا مروعا، يقض مضجعه.. وهو غارق في يم الديون الربوية..  فقد كل إحساس بمباهج الحياة، فكل همه : كيف يسدد تلك الديون؟!

لم يعد يفكر في حياته، ولا في مستقبل أبنائه.. أضحى مشوش البال، يتحرك كجثة، غير مبال بالعالم من حوله.. اتسعت الهوة بينه وبين أسرته الصغيرة.. تشعبت الخلافات بينه وبين زوجه.. فأصبح يهرب من البيت، ومن مسؤولياته..  يهيم على  وجهه بين الأزقة والشوارع..!

وما إن أكمل تسديد ديون السيارة، حتى اكتشف أنها لم تعد صالحة للاستعمال وعليه أن يقتني أخرى.. وما إن أشرف على  تسديد ديون الأثاث، حتى أخبرته زوجته أن الآلات الكهربائية صدئت، وجلها في عطب دائم، وعليه أيضا اقتناء أخرى… أما أقساط البيت فأثقل من الجبال، ستستغرق سنين من عمره إن طال.. والأدهى  من ذلك أن تلك الديون تلتهم الضروري من حقوق أبنائه من تعليم وتطبيب…!

فكر طويلا وهو يتأمل كلام الله عز وجل حول الربا.. وللنجاة من تلك الدوامة المهلكة، باع البيت ليسدد ما عليه من أقساط. وينفق على  تعليم عياله.. وحين أشار عليه بعض أصدقائه باقتناء بيت آخر بقرض ربوي.. أجاب : كفى… فقد تخبطت طويلا كما يتخبط الشيطان.. وعرفت فلزمت.. بعد أن جربت القروض الربوية.. وعرفت لماذا حرم الله الربا.. فتوبة.. توبة.. توبة!!

  >    ذة. نبيلة  عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>