بِنَبْضِ القلب – مجنون ليبيا


يتداول الليبيون منذ أن اكتشفوا جنون القذافي وهاجسه السلطوي، نكتة مفادها أنه في عهد الملك إدريس السنوسي هاجمت فئران كبيرة عددا من مناطق ليبيا، حيث عاثت في الأرض فسادا، وحتى يضع لها الملك إدريس حدا، أمر جنوده بحملها في صناديق وإلقائها في البحر، وبينما كان الجنود يحملون هذه المخلوقات في صناديق محكمة الإغلاق ليلقوا بها في لجة البحر، كانت الفئران تقرض هذه الصناديق محدثة ثقوبا استطاعت من خلالها أن تتحرك وتعود إلى فسادها… وجاء القذافي على ظهر دبابته ليزيح الملك إدريس عن عرشه ويتربع مكانه لأزيد من أربعين سنة، وبقيت الفئران تأكل خيرات ليبيا، فجاء مستشاروه وأخبروه بما تفعله الفئران، وأن الملك إدريس حاول رميها في البحر فوقع ما وقع فابتسم زعيم ثورة الفاتح، وقال لهم : اِيتوني بنفس الصناديق المثقوبة التي فرت منها الفئران، ثم أمر جنوده أن يقفلوا على الفئران فيها وفي طريقهم إلى البحر لا يكفوا على تحريك هذه الصناديق ورجّها بقوة، وهنا اضطربت الفئران ولم تعد تفكر في الخروج، بل في الاستقرار داخل هذه الصناديق والفوز بقليل من الراحة…

حال الشعب الليبي مع القذافي طيلة أربعة عقود من حُكْمِي هو حال هذه الفئران، إذ منذ انقلابه سنة 1969، وهو يزج بالشعب  وخيراته في حروب وبطولات وهمية، فمن مساندته للثوار في أمريكا الجنوبية، إلى مسائدة الانقلابيين في إفريقيا، إلى مساندة المرتزقة الذين يعملون ضد شعوبهم، إلى إخراج الشعب الليبي في مظاهراتٍ شبه يومية ليست لهم فيها ناقة ولا جمل، وهلم قهراً… وبعد أن حركت الأحداث أبناء ليبيا ضد هذا الجنون، قام مجنون ليبيا بقصف الناس بالطائرات واصفا إياهم بالفئران والقطط المتسكعة، إنها قمة الجنون وقمة العنجهية لهذا الرجل الذي مشى دوما ضد التيار : مانعا الأحزاب وتداول السلطة كما جاء في كتابه الأخضر المشؤوم، واليوم يصرح بأنه ليس رئيسا إنما هو ثوري، والثوري لا يتداول السلطة بل من حقه أن يجثم على صدر شعبه بقوة السلاح والنار… اللهم لطفك بهذا الجنون الثوري.!! اللهم لطفك بأشقائنا في ليبيا!!

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>