محبة رسول الله بين الحقيقة والواقع 2


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أفضل الأنبياء والرسل وخاتمهم، ومحبته مبدأ إيماني راسخ، وفرض عين على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، محبة لا إفراط فيها ولا تفريط، كما ثبت ذلك في كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام.

وجوب محبة النبي  صلى الله عليه وسلم

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست كسائر المحبة لأي شخص، فهي أصل من أصول ديننا الحنيف ومبدأ من مبادئه الراسخة، التي لا يستقيم إيمان عبد بدونها، ولا يسع مسلما أن يتجاوزها أو يتخلى عنها أو حتى أن يساوي بينه وبين محابه من أقاربه أو أباعده. أو أن يكون مترددا فيها كأن يحبه تارة ولا يحبه تارة أخرى. ذلك أن هذه المحبة مبدأ وأساس إيماني عقدي مرتبط ولا ينفك عن المبدإ الأصل في المحبة، ألا وهي محبة الله تعالى، إذ أنه عليه الصلاة والسلام مبعوث الله ورسوله ومصطفاه ومجتباه من خلقه، فهو صلى الله عليه وسلم رسول ومبلغ، يجب الإيمان به وتصديقه فيما يقول ويفعل ويأمر وينهى. وإلا فكيف يستقيم إيمان امرئ مكلف ذكرا كان أم أنثى إذا هو لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدق ما جاء به ويعمل بمقتضى ذلك من الألف إلى الياء، حسب القدرة والمستطاع في الاهتداء والقدوة والاتباع. ومن هنا يمكن القول قطعا: إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبادة عظيمة نتعبد بها إلى الله سبحانه وتعالى، وقربة نتقرب بها إليه عز وجل وهي أصل من أصول الإيمان بالله تعالى ودعامة أساسية من دعائمه، بحيث لا يستقيم هذا الإيمان بدون ذلك. يقول الحق جل وعلا : {النبيء أولى بالمومنين من انفسهم}. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين))(رواه البخاري).

وفي الصحيح أيضا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله، والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:((لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال : يا رسول الله والله لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر)).

حقيقة محبة النبي  صلى الله عليه وسلم

يفهم مما سبق أن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة يجب أن تكون لها علامات وأمارات تثبت صدق ما يعتقده المسلم في واقعه بكل مشمولاته وحياته بكل صورها وأشكالها ومظاهرها. ومن ثم فمحبته صلى الله عليه وسلم أخلاق وشمائل يتمثلها المسلم في حال السراء وحال الضراء طاعة واهتداء واتباعا واقتداء بسيد الخلق أجمعين محمد النبي الرسول صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى مقررا هذه الحقيقة الإيمانية في كتابه الكريم آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ أتباعه ومصدقيه ومحبيه أن يعوها جميعا : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}(آل عمران : 31). فهذه الآية تثبت بكل وضوح هذه الحقيقة التي نحن بصدد تبصير قلوب المسلمين المومنين بحقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم كما جلاها الله تعالى في كتابه الكريم. ومن ثم فهي تبين أن محبته صلى الله عليه وسلم تتجلى في طاعته واتباعه بالحق الذي جاء به من عند الله تعالى  في كل ما أخبر به وأمر به ونهى عنه. وخلاصة ذلك أن محبته صلى الله عليه وسلم اتباع في النوايا والأقوال والأفعال والأعمال وليست ادعاءات، إنما هي سير على هداه بعد التحقق من سيرته والتخلق بأخلاقه وشمائله وخصاله كما ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم. كما أن محبته صلى الله عليه وسلم تتجلى أيضا في الاقتداء التام الشامل به قدر المستطاع وذلك بالعمل بما عمل به والدعوة إلى ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم. يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في معنى الآية السالفة الذكر: {قل ان كنتم تحبون الله…الآية} يقول :”هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية. فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأعماله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).

ويقول الإمام ابن كثير أيضا رحمه الله في قوله تعالى : {قل اطيعوا الله والرسول، فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ورسوله “. نخلص إذن إلى أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة وانقياد واتباع لما جاء به من عند ربه عز وجل. فهلا سأل كل منا نفسه هل تحب رسول الله حقا وصدقا قولا وعملا؟ وما منزلة حب النبي الكريم من بين محبوباتك من عائلتك وأقاربك والمسلمين بالنسبة إليك؟. فإن وجدت حبك للنبي صلى الله عليه وسلم يفوق محبوباتك وأن حبه في قلبك وعملك  يقع في منزلة عظيمة، فاعلم أنك من بين من درجوا إلى منازل العلا ومدارج السالكين إلى الله تعالى، وساعتها ستشعر بحلاوة الإيمان في قلبك، فقد روى الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)).

وروى البخاري أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).

وإن من دلائل محبته صلى الله عليه وسلم ومظاهر تعظيمه أن الله تعالى قرن محبته بمحبته سبحانه في كثير من الآيات القرآنية منها قوله تعالى : {قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيليه فتربصوا حتى ياتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}. ومن هنا فإن اقتران محبته صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى لدليل قاطع على عظمة منزلتها ورجحانها على كل صنف من أصناف المحبوبات الثمانية المذكورة في الآية، ولدليل أيضا على منزلة المحب له صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى وعند الخلق أجمعين. فهلا تخلقنا جميعا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم لنفوز بمرضاة الله تعالى وشفاعته صلى الله عليه وسلم في الآخرة والورود من حوضه ومصاحبته في جنان الخلد؟ فالبدار البدار أخي فإن الفرصة سانحة ميسرة لنا فلا نضيعها ولنتبع سنة وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فضل محبة النبي  صلى الله عليه وسلم

إن فضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله في جلب معية الله تعالى ورضاه وإنعامه في الآخرة يقول الحق جل وعلا : {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}(النساء 69).

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :”يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه {ومن يطع الله والرسول}(1).

- وعن أنس بن مالك أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال : متى الساعة؟ قال : وماذا أعددت لها ؟. قال : لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال : ((أنت مع من أحببت))، قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس : فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم))(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود).

- وعن أبي ذر أنه قال : يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال :”((أنت -يا أبا ذر- مع من أحببت” قال : فإني أحب الله ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت”، قال : فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم))(أخرجه أحمد وأبو داود والدا رمي).

قال ابن تيمية :” هذا الحديث حق، فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري، لا يكون غير ذلك، وكونه معه هو على محبته إياه، فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبة من ذلك كان معه بحسب ذلك، وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك، والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب مع محابه إذا كان المحب قادرا عليها، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك، وإن كانت موجودة، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكرهه مع العلم بالتضاد، ولهذا قال تعالى: {لا تجد قوما يومنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}، (والموادة من أعمال القلوب، فإن الإيمان بالله يستلزم مودته ومودة رسوله، وذلك يناقض موادة من حاد الله ورسوله”(مجموع الفتاوى : 10/752/753).

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار))(أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة).

قال النووي رحمه الله :”هذا حديث عظيم، أصل من أصول الإسلام، قال العلماء رحمهم الله تعالى : معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإيثار ذلك على عرض الدنيا، ومحبة العبد ربه تحصل بفعل طاعته، وترك مخالفته، وكذلك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم”(شرح صحيح مسلم : 1/13).

من دلائل محبته  صلى الله عليه وسلم ومظاهر تعظيمه

يمكن تلخيص ذلك في جمل يسهل على القارئ حفظها ومعرفتها وهي كما يلي:

1- تقديم النبي صلى الله عليه وسلم في المحبة على كل مخلوق. طبقا لقوله تعالى : {قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم….الآية} فأمارة حب النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقدم عليه أي شيء من المخلوقات مهما علا شأنه أو منزلته.

2- لزوم الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ويتحقق بالأمور التالية:

أ- الدعاء له والثناء عليه طبقا لقوله تعالى :”إن الله وملائكته يصلون على النبيء يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.

ب- التأدب عند ذكر اسمه الشريف بحيث لا يذكر اسمه مجردا بل مقرونا بالنبوة أو الرسالة طبقا لقول الحق جل وعلا : {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا}. قال قتادة في الآية: “أمرهم أن يشرفوه ويفخموه”.

ج- لزوم الأدب في مسجده النبوي وكذا عند قبره وترك الهرج واللغط ورفع الصوت أو البكاء بشهق.

د- توقير حديثه والتأدب عند سماعه أو مدارسته كما كان يفعل سلف الأمة وعلماؤها في توقير وإجلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد كان الإمام مالك رحمه الله تعالى ورضي عنه إذا أراد أن يجلس للتحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، وتطيب، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال، أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- تصديقه صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به: وهذا من مقتضى الإيمان به وصدق محبته. ومما يمكن الاستدلال به في هذا الشأن ما ناله أبو بكر من لقب وشرف الصديق. فعن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس. فيمن كانوا آمنوا به وصدقوه وسمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه، فقالوا : هل لك إلى صاحبك، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال : أو قال ذلك؟ قالوا : نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق.قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح. قال : نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي أبو بكر الصديق. هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

4- طاعته صلى الله عليه وسلم واتباعه والاهتداء بهديه في كل ما أمر به: فلزوم طاعة الرسول واتباعه في كل صغيرة وكبيرة هي البرهان الصادق والمثال الحي والأمارة الحقيقية الدالة على محبته بالفعل لقوله تعالى : {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}. فالمؤمن واجب عليه الاهتداء والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء : في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك وفي المعاملات والآداب الشرعية طبقا لقوله تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}. فقد كان ذلك شأن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. فعن نافع قال :”لو نظرت إلى ابن عمر في اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون”.

5- نصرته صلى الله عليه وسلم والذب عن سنته الشريفة وسيرته العطرة: فالدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته وإحياء سنته علامة واضحة وبرهان ساطع على محبته وإجلاله. ولقد ضرب الصحابة الكرام أروع الأمثلة وأصدق الأعمال في الذب عن رسول الله ونصرته بالأموال والأنفس والذرية في ساعة العسرة ويسرها كما قص ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم إذ يقول: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون}.

إن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه بعد اختيار جوار ربه يتطلب من كل محبيه أنواعا من النصرة والتأييد، نذكر من بين ذلك:

أ- نصرة الحق الذي جاء به بالدعوة وتبليغ الرسالة بكل ما أوتي المرء من قوة وغال ونفيس.

ب- تطبيق سنته وحث الناس على لزومها، والدفاع عنها : بحفظها وتنقيحها وحمايتها من الدخيل ورد شبهات المغرضين عنها.

ج – نشر سنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها للعالمين خاصة وأنه صلى الله عليه وسلم قد أمر بذلك في أحاديث كثيرة منها قوله : ((فليبلغ الشاهد الغائب)) وقوله : ((بلغوا عني ولو آية)).

——-

1- عزاه ابن كثير في التفسير 2/310/311 إلى ابن مردو يه في تفسيره، والحافظ أبي عبد الله المقدسي في صفة الجنة، ونقل عنه أنه قال “لا أرى بإسناده بأسا.

ذ. عبد اللطيف الوغلاني احميد


اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>

2 thoughts on “محبة رسول الله بين الحقيقة والواقع