بِنَبْضِ القلب – داء فقدان القناعة


تضطرب  البوصلة، ويضيع الاتجاه في خضم تماوجات الحياة المبصومة بحب المادة، والاستماتة في طلبها… كلما تأملت هذه النرجسية التي باتت تطبع حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكذا الثقافية، أتساءل إلى أي حد أثرت فينا خطب الساسة والمثقفين الذين يريدون عبثا زرع قيم المواطنة في نفوسنا، غارقين في الأنا والنرجسية إلى أبعد الحدود… لقد ضرب فيروس داء فقدان القناعة كل مقومات المناعة الوطنية، حتى بات الضمير الحي عملة نادرة.. فهذا طبيب يرفض إجراء عملية لمريض في حالة حرجة ما لم يؤد القدر الواجب في حقه، وذاك قاض يُحوِّر محتوى الحكم ويقذف ببريء إلى غياهب السجون، كما أن فئة من الأساتذة الجامعيين تبتز طلبتها في امتحانات الشفوي، وهلم جرا… يتساءل المرء ماذا ينقص هؤلاء حتى ينحون هذا المنحى؟! أهو المال؟ فهميملكون منه الكثير، أم هناك سبب آخر ولّدَ عندهم الجشع وقلة القناعة؟… لا أريد أن أنقب عن الجواب بقدر ما أريد لفت انتباه القائمين على المنظومة التربوية في المخطط الاستعجالي الذي تنفق عليه الدولة ملايين الدراهم، عن مقدار الكم القيمي الذي يختزنه هذا المخطط، لأن ضعف القيم الدينية والأخلاقية هو أساس كل البلايا التي يعاني منها الوطن والمواطن، ويضعف فينا مقومات المناعة ضد الارتشاء واستغلال النفود… إن أي برنامج تربوي مهما أنفق عليه من أموالٍ يبقى مجرد كلام أكاديمي للاستهلاك ما لم يتضمن حيزا هاما لمعالجة الاختلالات القيمية داخل الإنسان المغربي، حينها يمكن الكلام عن إصلاح الإدارة وإصلاح القضاء وتخليق القطاعات و… و…

> ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>