40- أم بطلة…!


قررت الاستقالة من التدريس والتفرغ لأمومتي، لإيماني العميق أن تربية أبنائي الخمسة أهم رسالة في حياتي…

اتفقت مع زوجي على أسلوب تربيتهم… وضعت خطة لذلك، مستعينة بالله عز وجل ودعائه، فربيتهم على :

1- الصلاة والخلق الحسن، وكنت دائما أحرص على أن أكون لهم قدوة.

2- الرياضة منذ السنة الثالثة من أعمارهم، فقد كنت بطلة المغرب في الرماية لأربع سنوات (61 و62 و63 و64) بناد بمكناس، حيث كانت مكناس مدينة رياضية.. كما كنت أشجعهم على ممارسة الشطرنج..

3- كنت أراجع معهم دروسهم بانتظام : ساعة في الصباح، وساعة مساء… وكنت أحمل السبورة في سيارتي أينما توجهت ولو في العطل…

4- القراءة وحب العلم والبحث.. فكانوا ينامون والكتب على وجوههم، وكنت أحرص على مشاركتهم قراءتها ومناقشتها معهم.

5- حسن الاستماع إليهم، وتشجيعهم على الحوار والمشاركة في اتخاذ أي قرار… لأني كنت أجالس أبي وكبار العائلة حين كنت طفلة وأعرف مدى التأثير الإيجابي لذلك في الطفل.

6- الصبر وعدم تعنيفهم، فإن عوقبوا على خطإ متعمد، يكون العقاب لحظة الخطإ، كأن يكون حرماناً من اللعب أو من اللعبة المفضلة..

كنت أبدأ يومي فجرا معهم بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم، ثم إعداد الفطور وتهييئهم للمدرسة.. وبعد التسوق وإعداد الغذاء، أخصص وقتا قاراً لي للمطالعة.. ولم أدخل بيتي خادمة قط…!

ترملت وعمر أصغرهم 13 سنة، فصبرت لإكمال المشوار وحدي.. وبفضل الله عز وجل شرفني أبنائي -بعلمهم وخلقهم- كما شرفوا وطنهم..

الأبناء كالشتائل، إن لم يُتعَهَّدُوا بالتربية الصحيحة، اعوجت شخصياتهم.. ولتعلم كل أم أن التربية فن يحتاج إلى تخطيط وإصرار وتضحية، وتعاون بين الأب والأم…!

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>