إنهم تشابهوا علينا… وإنا إن شاء الله لمهتدون…


أصابني ذهول وأنا أرى فتاة محجبة داخل المقهى المحاذي لسكناي، تدخن لفافة تبغ مسترخية على كرسي بجانب مرافقيها!!

مشهد طالما حدثتني عما يشابهه بعض  الطالبات الجامعيات حينما جأرن بالشكاة عن ظهور فئات من المحجبات يتثنين في السراويل الضيقة والأحذية العالية ويطلين وجوههن بالأصباغ والمساحيق ويرتدين من ( الموضة) أحدثها ثم يسرحن ويمرحن إلى جانب الشباب في حركات وممارسات مخجلة !!

ثم حدثتني أخرى عن رجل ملتح يبدوعليه سمت الوقار.استوقفته مرة لتسأله أن يدلها على الطريق فإذا به يتحرش بها!! قلت لها باسمة: ” ليس كل ملتح ملتزما بالنهج الإسلامي ، فبعض الشيوعيين وغيرهم ملتحون! ولماذا ننسب كل ذات حجاب إلى الملتزمات؟ ومن الفتيات من يتخذن الحجاب تقليعة عابرة أووقاية من لسعات البرد خصوصا وأن الفصل شتاء…فقد سمعنا في إحدى الحملات الانتخابية عن حزب ليس بينه وبين الالتزام (إلا الخير والإحسان) حاول استقطاب المحجبات تحت إغراء المال ليشاركن في حملاته الانتخابية وليؤثث بهن مشاهدها!! كما شاهدنا في بعض الصور الدعائية الانتخابية محجبات مدسوسات بين النساء المتبرجات. وبسذاجة بريئة ثارت ثائرة سائق سيارة أجرة وهويسب ويلعن فتاة محجبة في أقصى ميوعتها. قائلا: “انظري ياسيدتي إلى ما يفعل هؤلاء الملتزمون ” أجبت: ” إنه الظاهر يا سيدي والله يتولى السرائر، ولا تنس أن حملة محاربة الدين والمتدينين أصبحت على أشدها..وللقيمين عليها طرقهم الظاهرة والخفية: فمن الظاهرة، أن تُمس المقدسات وتهاجم  عقيدة الأمة ويستهزأ بشعائرها ويلمز علماؤها ومجالسها العلمية ويغمز في أهل الفضل والتقوى وتوظف لذلك منابر إعلامية مارقة ينفق عليها من أموال الاستكبار العالمي فتعيش بين سُحْرنا ونحرنا أذياله تنفث فينا سمومها إذ تعتبر الحياء عقدا  نفسية والأخلاق تزمتا والالتزام تطرفا وإرهابا وتضع اللحية والحجاب في قفص الاتهام..ومن أساليب الحرب الخفية أن يدس الأعداء بين شرائح  المجتمع مأجورات يتشبهن بالمحجبات يُدخن ويُقْبلن على المراقص الليلية ويجاهرن بالمنكر، كما يسخر أولئك من ذوي اللحى من المحتالين مَن يقومون بممارسات منحرفة ليشككوا في الدين والمتدينين الحقيقيين فحسبنا الله ونعم الوكيل.

أضفتُ: “ياسيدي لا يجب أن نتسرع في إطلاق الأحكام على الناس، وقد آن الأوان ليتبين لنا الأعداء من الأحباب والخبيث من الطيب..إن الإسلام في محنة والعاقل من يعرف كيف ينجوبعقيدته ونفسه وأهله من هذا الابتلاء…وعلامة المسلم الملتزم ألا يكذب ولا يراوغ ولا يحتال ولا يغش ولا يسرق ولا يرتشي ولا يزور..وأن يسلم الناس من لسانه ويده فلا يسعى في إذايتهم والكيد لهم وألا يزهق روحا بريئة أويسفك دما طاهرا وألا يعيث في الأرض فسادا باسم الدين، ومن علاماته أن يخاف الله في الناس وأن يكون ظاهره كباطنه ورعا في سمته تقيا في روحه..إذا مشى أوتحدث وثق به من حوله وتطامنت له الأرض إكبارا..وسطعت حقيقة نفسه بمقدار تقوى الله في ما يفعل وما يدع…وعلامة المرأة الملتزمة أن تكون حصانا رُزانا صُناعا للخير ضُفرة عفيفة اليد واللسان والعين تستحضر الله في أعمالها سرا وجهرا…أما تلك الفقاقيع من البشر التي تطفوفي المجتمع فإنها من صنع أعداء الإسلام وجزء من حملات تشويه صورة الدين والفضلاء والأتقياء وأياد مأجورة لزعزعة معاقل الثقة فيهم.

أطرق السائق مليا وقد ظهر على محياه أنه اقتنع بحديثي وبدا كأنه قادم من رحلة غريبة مدهشة ولكنها كانت ممتعة حقا…

ذة. أمينة لمريني

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>