إلى الآباء الذين يدفعون ببناتهم إلى الزنا


هذه رسالة صارخة في وجوه الآباء من المسلمين -إن كانوا حقا من المسلمين- الذين أعرضوا بظهورهم عن تربية أبنائهم خاصة البنات وكفوا أبصارهم عما يفعلون ويفعلن بالبيت والشارع. وليس بغافل اليوم أحد من الناس، -تقِيَّهم وفاجرَهم- عما ظهر من تبدل الحال ببنات المسلمين إلى السفور والعري الذي صرن يبارزن فيه بنات اليهود والنصارى ومن لا ملة لهم خاصة عند حلول الصيف.

ولقد انتشرت علاقات الصحبة بين الشباب من الرجال والنساء جراء ذلك حتى باتت أمرا واقعا يرغم حياء الناس، فقد قل الحياء وبلغ الناس الجرأة على الجهر بالمنكر، حتى أن بعض الشباب المنحرف صار لا يبالي بمن حوله في الشارع أو في زحام الحافلات وهو يقف معانقا لخليلته والناس ينظرون وقد ختم الله على سمعهم وأبصارهم. وإني لأخشى قريبا أن تصير القبلة والمداعبة أمرا عاديا لا يثير حمية المسلمين.

وإن طائفة من الفتيات وما هن بقليلات يلبسن من الخرق والأسمال التي تفضح عورة أجسادهن على نحو مخيف، فما من ولي رخص لابنته التبرج والعري وهو يعلم أنه مدعاة الفتنة ودفع إلى الزنا فزنت إلا كان عليه كوزر الزاني أبا وأما أو من كانت له الولاية، وأولئك الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.

لقول رسول الله  : “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث” (الديوث : هو الذي لا يغار على  عرضه).

وقد صارت الدروب والأزقة مرتعا لأصحاب الهوى، يعربدون فيها أزواجا أزواجا فعن عبد الله بن عمر ] قال : قال رسول الله  : “لاتقوم الساعة حتى تتسافدوا في الطريق تسافد الحمير” قلت إن ذلك لكائن قال : “نعم ليكونن” وإنك لتعجب كيف بلغ بالمسلمين اليوم من فساد العاقبة بفساد التربية جراء ترك أحكام الله واتباع أهواء أهل الملل الضالة ومن تغلغل الجهل في زوايا وشقوق أمتهم والمساجد لا تكاد تسع الناس في كل جمعة وعيد، فإذا رأيت منظر الزحام بها وترى مناظر الفحش من عري وصحبة في شوارع المدينة ونواديها تدهش وتقول سبحان الله؛  أي ذرية هذه؟ فمن أي القوم نسلت ومن أي البيوت خرجت؟؟.

ولا حجة لأحد في ترك ذريته للبغاء بدعوى أن المجتمع فاسد، فما المجتمع إلا هؤلاء الناس أنفسهم. فلا يشفع للمرء علمه أو ثراؤه أو تعميره للمسجد ما لم يسلم قلبه، فكم من موظف مرموق وتاجر معروف وحاج يلقب بحجه وأصناف أخرى من البشر قال الله سبحانه وتعالى فيهم : {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة} تأخذك الدهشة من فساد عقلهم وعوج منطقهم في حياتهم وبيتهم إن أنت رأيت حالهم وحال أبنائهم بنين وبنات. وكما للآباء نصيب من هذا الفساد فإن للأمهات نصيب لا يقل عنه شرا، إذ أن كثيرا منهن تراهن من الطراز القديم تلف نفسها من كل جانب وترضى أن تسير مع ابنتها العارية الذراعين الكاشفة الصدر الضيقة اللباس تلوح فتنتها من بعيد، أولو كان أبواها يفعلان بها ذلك لا لتمس لها عذر ما تفعل ببناتها وكلنا يعلم ما كان عليه أجدادنا من العفة والحياء، وإن كثيرا منهن ليظن أن تبرج البنات وسفورهن مجلبة للزواج بل هو للزنا والنعت بالأصابع والعياذ بالله.

كيف لا يفتن الناس ويضلوا عن الرشاد ولا يستقيم لهذه الأمة أمرها وقد عطلت أحكام الله في الأرض وقد كثر دعاة الضلال يخرجون على الناس فيبدلون عليهم دينهم ويعلمونهم البدع ويصرفونهم عن ذكر الله.

فيا آباء وأمهات أمة الإسلام أفيقوا من غفلتكم فإن الشر عظيم والخطر جسيم يزحف عليكم كظلام الليل رويدا رويدا وأنتم في غفلة عنه. ألا فاتعظوا يا أ ولي الأبصار.

إلياس يقطين

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>