من أوراق شاهدة : نعم تزنـي “الحرة “!! فمن يتصدى لهذا الإرهاب


من ينصت لخطاب الرئيس الأمريكي الأخير في الاجتماع الأممي للجمعية العامة للأمم المتحدة سيصاب حتما بنوبة اشمئزاز مما جاء في خطابه من تركيز ممل حول كلمة الكرامة الإنسانية ؟!! وحق الشعوب في الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة. وقد عودنا الخطاب الغربي إجمالا أن يغض الطرف عن عاهاته، ويستنبت أو يضخم عاهاتنا لتيسير حشر أنفه بل “جزمته” في شؤوننا الداخلية. ووقوفا مرة أخرى عند مشجب حقوق المرأة فالواقع مافتئ يكذب جملة وتفصيلا الخطاب الديماغوجي الغربي، ودون إبطاء أضع بين أيديكم نتفا من خلاصة مقالات غربية مستقاة من الانترنيت، تصور فداحة العبودية التي غدت ترزح فيها المرأة الغربية، فقد أصبح بإمكان زوار مجموعة مذهلة من المواقع الجنسية الأكثر شذوذا إرواء شبقيتهم المريضة وهم أمام الحاسوب، ولا زواج ولا ولي ولا مهر ولا سكن ولا هم يكترثون، بل هناك تطور جهنمي في هذا الاتجاه يسعى إلى جعل صور الفحشاء فرض عين لا يملك من يلج شبكة الإنترنت صدودا أمامها فأينما نقر الفأرة خرجت صور إماء القرن الواحد والعشرين و بالعروض الأكثر بهائمية !! .. بل إن مافيات هذا الرجس يعرضون على كل منخرط يجلب لهم منخرطين جدداً أن يردوا له جزءا هاما من قسيمة اشتراكه في مستنقعهم. ويؤكد أحد مليارديرات هذه المواقع ويدعى ” ستيفان كوهين ” أن موقعه البورنوغرافي يستقبل زهاء 200 مليون زائر يوميا !!! وهناك 9  ملايين مشترك ينفقون كل شهر 150 فرنك فرنسي للشخص الواحد للإطلاع الكامل على محتويات الموقع بكل عروضه الأكثر إشعالا لحرائق الغرائز الشاذة . وبالإضافة إلى الدعارة العزلاء أمام الحاسوب هناك المومسات الجوالات عالميا بفضل شبكة الانترنيت. وبشهادة الكثير من المرافقات الجنسيات لرجال أعمال وفنانين وقادة رأي، سواء غربيين أو أفارقة وفيهم مسلمون ” يا حسرة”، فإن الانترنيت يوفر لهن فرصة لقاء حي مع هؤلاء السادة والاستمتاع كما يصفن !!ببذخ سري ومأمون، وفي موضوع ذي صلة وعلى سبيل النكتة المرة، حكت لي إحدى الصديقات أنها وعائلتها في منتجع سياحي مغربي سمعوا عربيا رفقة إحداهن  غربية السحنة يخاطب زوجته في الهاتف  وهو يغمز لصديقته قائلا لزوجته : ” ياه الدنيا سخنا وحرارة كثيرة هنا في “السودان”! واحنا ماشاالله مازلنا في الإجتماع” !!..

من جهة أخرى، يقول أحد مروجي هذه الفواحش، مدافعا عن هذا الرقيق الذي يستعمله لأغراضه،  أن عاملاته ! لسن مومسات بل مؤنسات ! وأن عملهن هذا يعين الطالبات فيهن وربات البيوت على مساعدة أهلهن وأزواجهن على مصاريف الدراسة والأولاد ( ما شاء الله) ! وبالمناسبة فنسبة الـمغاربيات المقبلات على هذه الفواحش بشهادة تلك المقالات في ازدياد مضطرد .فكيف حدث ويحدث ما يحدث ؟

إن أسبابا حاسمة في تنامي غول الفساد الأكثر تكنولوجية، من فقر وبطالة وعنوسة ونسبة طلاق مريعة، وكذا الإستكبار العالمي باستعماره الثقافي، هي التي أثمرت ما ننظر إليه الآن مذهولين من انحدار سريع نحو الهلاك والدمار الشامل، بسلاح إرهابي وعلى يد إرهابيين لا أحد يوقف تطرفهم في قتل نساء وصبايا العالم المغرر بهن.ولعل الطرفة الأكثر طراوة في الموضوع ، الانزعاج الأوروبي الشديد من القرار الذي كانت تركيا  تريد اتخاذه هذه الأيام  بتجريم الزنا وهو الانزعاج الذي يذكرني بالمثل المصري البليغ : (مابيرحمو ومابيخلو رحمة ربنا تنـزل) !! وكان الأحرى بهم المطالبة بشنق كل لصوص حقوق المرأة في العيش الشريف  الكريم المصون. ولأن الاعتراف بالحق فضيلة، فإن هؤلاء اللصوص ماكان لهم أن يعتاشوا على عرق النساء المحرومات وفيهن نساء المسلمين، لو وجدوا هــمـا جماعيا عند كل المسلمين، هــمـا اسمه التـبليـغ الراشد للعالمين، لسد ثغرة الفراغ الروحي، ألا يقول الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى

فصادف قلبا خاليا فتمكنا

ولنا قبل الختام أن نسأل لماذا أصبح الاستعفاف كحل رباني ناجع {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} خطابا غريبا منبوذا، ثم ألا تنذر عولـمة الفساد بعولـمة العذاب مصداقا للحديث الشريف : > إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله<، وكيف ضيعنا إرث رسول الله  فها هي “هند بنت عتبة ” في بيعة النساء ورسول الله يدعوهن للمبايعة بأن لا يزنين تسأله هي و” أم حكيم بنت الحارث ” بين الاستغراب واستبعاد الأمر: > أو تزنـي الحرة يا رسول الله< ؟ ولا تدري ” هند” ماذا أحدثنا بعد رسول الله  وبعدها، وقد أصبحت الحرية مرادفة للزنى، والحقوق مرادفة لعقوق الخالق  {أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } .

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>