قضية الإنسان الكبرى


تمهيد

لا شك أن قضايا العصر تأخذ نصيبها الوافر في فكر المسلم بل في فكر أي إنسان كان. وهذه القضايا تتعاقب دون انقطاع الواحدة تلو الأخرى في كل عصر ولاسيما في هذا العصر. فتجد الأحداث اليومية السياسية تحتل الصدارة في وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة، وبدورها في أذهان الناس عالمهم وجاهلهم، وتطرح باستمرار اصطلاحات ومفاهيم في ميادين  الأدب والاجتماع والحضارة والعلوم بل في كافة الميادين، إذ ما إن يفنّد فكر من الأفكار ويُزال من الوجود حتى يحل آخر محله. وهكذا تتراكم القضايا والطروحات  وتتكدس في أذهان الناس وعقولهم حتى تلتبس على الكثيرين  الأمور. ولا ينبغي أن تخيفنا هذه القضايا مهما عظمت فهي تأتي مع أسبابها وترحل معها بينما الإسلام باق والإنسان باق ، ومن حق المسلم في هذا الخضم الجارف من القضايا والأفكار أن يستفسر عما يقوله الإسلام.

علاقات الإنسان

إن الإنسان  يحمل  ماهية جامعة ذات علاقة بجميع ما في الكون والحياة، فتجده يتألم من الحمى البسيطة كما يتألم من زلزلة الأرض، ويرتعد من هول زلزال الكون العظيم عند قيام الساعة، ويخاف من جرثومة صغيرة كما يخاف من المذنبات الظاهرة في الأجرام السماوية، ويحب بيته ويأنس به كما يحب الدنيا العظيمة، ويهوى حديقته الصغيرة ويتعلق بها كما يشتاق إلى الجنة الخالدة ويتوق إليها(1).

وليس له من رأس مال إلاّ هذه الساعات الأربع والعشرون التي يحملها إليه اليوم نعمةً خالصة من نِعَم الخالق الكريم جل جلاله، ليكسب بكل ساعة من هذه الساعات ما هو ضروري له في حياتيه كلتيهما الدنيوية والأخروية.

ذ. إحسان قاسم الصالحي

———–

1-  انظر اللمعات، ص 9.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>