بارقة : مات المحسن الحاج محمد السقاط وشفى الله المحسنين المَرضَى


نعي إلينا الفقيه الحاج محمد السقاط الذي عرفته منذ أكثر من ثلاثين سنة ضمن فضلاء من البيضاء وتطوان وغيرهما يجتمعون في مجالس أدبية وسهرات كلثومية، إذ كان هؤلاء من المغرمين بأغاني أم كلثون وأشعار كبار الشعراء المحدثين والمعاصرين، ومن هؤلاء الأديب الكاتب الوطني الحاج محمد بنونة رحمه الله الذي كان يقرأ علي رسائل الحاج محمد السقاط وأشعار الأستاذ عبد الواحد السلمي…

وقد التقيت بهذا الحاج السقاط وإذا به رجل كثير التواضع فعال للخير مشارك في الفقه يسائل ويحاور ويلح فيما يراه ضروريا في هذا العصر.

كما التقيته خلال مشاريعه الخيرية في الدار البيضاء وفاس يؤازر جماعة من الأخوة المحسنين البررة منهم الحاج التهامي الزروالي العريق النسب الأصيل في وطنيته وتعلقه بدينه وحضارته الاسلامية المشاء في الخيروالساعي في البر، والأخ الحاج حماد التازي الذي لا يألو جهداً في خدمة أمته ومجتمعه برحب صدر وسخاء يد وصبرومصابرة، أما أخونا الحاج عبد العزيز بناني فكان في كل من البيضاء وفاس مثال النزاهة والعفة والحرص على أداء الواجب في جدية عسكرية ربما تصل إلى الحدة والقساوة على نفسه.

فها هو صاحبهم يلحق بالرفيق الأعلى وقدخلف وراءه ذكراً جميلاً وأثراً حميداً وصيتا زكيا وتاريخاً مشرقا وقدوة صالحة (نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه أعلى الجنان بفضله وأن يشمله بعنايته ويجعله في أعلى الدرجات مع الذين كانوا سباقين للاحسان).

وقد كان الحاج محمد السقاط يذكر دائماً أنه يقتصر فقط على أداء الزكوات، ويبدو أنه كان ينفر من  الشهرة والرياء، فالرجل كان ينفق إنفاق من لايخشى الفقر، وقبل أن يموت رحمه الله استجاب لنداء فاس إذ التزم أن يظل ينفق على مرضى القصور الكُلوي إلى آخر هذه السنة.

وكان رحمه الله يقول : لا أخشى على مشاريعي التي أسستها، فقد تركت ولداً صالحاً خيراً مني بل إن أسرتي كلها ملتزمة بالسير على ما رسمت لهم، وإن البركة في أموالي مصدرها الحمد لله من الإنفاق في سبيله فكلما أنفقت لله سبحانه تقاضيت أضعاف ذلك في نفس اليوم، وهذا أمر مجرب، ولذلك وجدت أن الإنفاق في سبيل الله على الأيتام والمرضى والفقراء خير تجارة يزاولها المسلم.

فرحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه أعلى الجنان مع المحسنين والمنفقين في السراء والضراء وجعل البركة في ذريته، كما نسأله سبحانه أن يشفي أصحابه المحسنين أمثال الحاج محمد الشرايبي الرجل الذي عرفناه وأسرته منذ الثلاثينيات في ميدان الوطنية الحقة والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الله، وإن هذه الأسرة الكريمة وأمثالها تنفق الكثير الكثير دون أطماع أو مقاصد شخصية.

كما نسأله سبحانه أن يشفي أخانا الحبيب الحاج التهامي الزروالي الذي كنا نود أن يُعامل وهو مريض، معاملة الفنانين الذين يُعتنَى بهم اعتناءً خاصاً.

وأن يشفي أخي الحبيب الحاج عبد العزيز بناني الذي كان مع إخوانه فرسان الخير ورجال الفضل وأن يبارك في عمرهم وعمر أخينا الحاج حماد التازي وغير هؤلاء ممن يسارعون في الخيرفي صمت واحتساب وتواضع.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>