بارقة:  تدشين التكنولوجيا بالـمغرب 


التكنولوجية أمر يسير، فقد استطعنا أن نصنع سيارة مغربية من الطراز الأول ونحن الآن نصنع يختا متميزا، كذا قال مهندس عظيم في مؤتمر عالمي في الميكانيك غير الخطي MECANIQUE NON LINEAIRE  الذي انعقد بفاس بكلية العلوم والتقنيات خلال هذا الشهر ( 24 – 26 ) بحضور أساتذة وباحثين مغاربة وأجانب منهم أستاذ فرنسي من شيوخ هذا العلم في العالم وهو مرشح لجائزة نوبل، كان ذلك على هامش  الاهتمامات الكبرى بالمغرب، ولمّا يسترد كثير من المغاربة وصحافتهم وعيهم بعد صدمة الخسارة المادية والمعنوية لعقد العالم الكروي سنة 2010، وما زالت صحافتنا مشغولة بنشر فضائح وبصراعات سياسية داخلية وبقضايا تراها أهم من هذا المؤتمر العلمي الرصين الهادئ.. الذي قٌدِّمت فيه أبحاثٌ هامةٌ لكنها بعيدة عن الدورة الدموية التنموية المغربية… ومما فاجأ الباحثين والأساتذة قول المهندسالعظيم الذي أعلن في كلمته:” أن مهندسين مغاربة ستة.. ستة فقط استطاعوا أن يصنعوا سيارة مغربية صميمة تسير بسرعة 350 كلم في الساعة بيعت في الأسواق العالمية بنصف مليون دولار والأبطال الستة يصنعون الآن يختا طوله أكثرمن مائة متر وبأسفله غواصة صغيرة مرتبطة به مع إمكانية انفصالها عنه متى شاء صاحبها، تصنعها الهندسة المغربية بطلب من ملك البحرين، وكما سيصنع المغاربة خمسين سيارة من ذلك النوع الذي سموه (FULGURA  LARAKE ) تدر على المغرب خمسة وعشرين مليون دولار.. وهذا يذكرني بما رأيت في ماليزيا التي صنعت سيارتها (PORTO  ) التي تصدرها إلى الخارج ومنه إنجلترا التي تطلبها بكثرة… ماليزيا التي اختارت و أرادت وعزمت فأنجزت اختيارها فأصبحت من العالم المتقدم بل زاحمت كبرياته وتجاوزته.

ولقد علق أستاذ بلجيكي كبير شارك في المؤتمر على ما سمع:

” ما كنت أظن أن للمغرب هذه الطاقات العلمية الرفيعة … فما يمنعكم من التقدم التكنولوجي..؟ لعل هناك خللا في الإدارة والتسيير “.

وقال باحث مغربي :” لماذا لم تتعاونوا مع الدوائر الحكومية المعنية ..”

فانبرى آخر بقوله : ” إياكم أن تفعلوا.. فقد تعوقكم الرتابة الإدارية السائدة….”

ومن أغرب ما دار في المؤتمر عن القوانين المغربية في صناعة السيارات أن هناك بندا في قانون 1982 يمنع أن تُصنعُ في المغرب سيارةٌ فوق عشرة خيول ..” ( أرجو ألا تضحكوا فالأمر يستدعي البكاء).

وفي السنة الماضية انعقد مؤتمر في علوم الصيدلة بفاس كان الحديث فيه عن قيمة الأعشاب الطبية في العلاج مما جعل بعض الجهات المخابراتية العلمية الأجنبية تنزعج وتسأل:” هل أنتم عازمون على صناعة الأدوية من الأعشاب وتستغنون عن الأدوية الكيماوية..؟ ”

ومنذ نحو شهر أخبرني أحد كبار الصيادلة العرب عن الغنى العظيم الذي يتمتع به المغرب بما يملك من نعم الأعشاب الطبية، وضرب مثلا بزيت أركان الذي أصبح مادة هامة وضرورية في فن التجميل، مما جعل ثمنه يقفز إلى 600 درهم..

فمتى يخرج المغرب من أهوال الإهمال وفوضى الإدارة والسيبة في المسؤولية، ومتى يقرر المغرب أن ” يختار ” و”يخطط” لهذا الاختبار” وينجز” ما أراده واختاره فليس هناك مستحيل، فالمغرب بلد عريق أصيل أكرمه الله بشعب عظيم وموارد طبيعية غنية فوق الأرض وتحتها برها وبحرها وجوها، وأكرمها الله بدين هو الدين الحق {إن الدين عند الله الإسلام}،{.ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}.

فهل يعتبرهذا المؤتمر ومثله بشارة خير أن المغرب بدأ يستيقظ ؟ هل يُعَدّ ما وقع في الصفقات الأخيرة التي فازت فيها شركات تركيا لإنجاز الطريق السيار بين سطات ومراكش، وبين أزيلة وطنجة وبين طنجة والميناء الجديد.. هل يعد ما وقع بداية لترشيد الصفقات وشفافيتها لما حققت للمغرب من وفرة هائلة من الأموال بالنسبة لصفقات سابقة غالية غلاء فاحشا !!!

أيها المغرب: إنك وطن عظيم فكن في مستواك، فإنك من خير أمة أخرجت للناس، أيها المغرب، إن المؤامرات الاستعمارية كثيرة تهدف إلى أن تشغلك بمشاكل داخلية مفتعلة لتظل في سلسلة من الفتن تشغلك عن تقدمك ونهضتك باستنزاف أموالك وتبديد طاقاتك وتهجير أدمغتك العلمية العظيمة.. إنهم يتربصون بك الدوائر فانهض يا وطني قبل فوات الأوان.. إنك المغرب وكفى. ولا عجب أن المشارق بالغرب !!

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>