هذا (شارون) يسخر منكم أيها المطبعون …فهل أنتم منتهون؟


أي عالم هذا الذي يتقنع خلف أقنعة الدم ؟ ….

أي عالم هذا الذي يسبح في مستنقعات الحقد شرقا وغربا شمالا وجنوبا ؟

مَنْ فَجَّر ينابيع الدم أنهارا في كل اتجاه؟ من وضع العالم على فوهة بركان؟ أي أحمق طائش أرعن يستبد بالعالم ويسوقه نحو طاحونة الموت والدمار؟

القبائل تلتهم القبائل،والعشائر تبيع العشائر… ومجانين الدم يقرفصون فوق الظهور ويشربون نخب انتصار البشاعة على أطلال المدن المنهارة والصدور المستسلمة والأعراض المستباحة وفلول الجيوش العزلاء،ثم يلمعون صورهم عند برواز الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وينظرون للشرعية الدولية ويصدرون من القوانين ما يجرم المستضعفين والقانعين والمطأطئين…. والصغار..

أولئك هم مجانين الدم، يظلون فوق قانون الارهاب، يؤدبون الامم كما يشتهون ويلقون فوق هامات الخلق قنابل بوزن الاطنانويرملون النساء وييتمون الاطفال ويغتالون العلماء ويختطفون الأدمغة ويحجرون على من يحلم بالاسلحة ثم يطلقون وحش الصهيونة كاسرا يلتهم الحدود ويأتي على الأخضر واليابس …أليس القتل إرهابا؟ ألم تستهدف إسرائيل الشيخ أحمد ياسين الأعزل، المريض، المشلول بصواريخها وكأنها تستهدف جيشا عرمرما،وتظل على الرغم من ذلك فوق القانون وفوق الشرعية الدولية التي لا تركع إلا الضعفاء وتظل خارج قانون الارهاب؟

إن اغتيال الشيخ ياسين هو قضية الامة بكاملها ولذلك تظل عبرة للأمة بكاملها خصوصا لأولئك الذين جمعوا حقائب السفر ليجالسوا المجرمين على موائد المفاوضات باسم السلام الكسيح، وهوعبرة للمطبعين الذين مازالوا ينبطحون عند كل ما هو (إسر أمريكي) فتستهويهم السفرات والاقامات والمواسم والمهرجانات والأسواق، ولطالما دافعوا عن كل ذلك باسم الانفتاح والحوار المدعمين في السر بالدولار وفي العلن بالعصا الأمريكية لتمرير سياسة الاحتواء .

اغتيال الشيخ عبرة أيضا لمن ساوموا في الهوية وأعلنوها مزادا في سوق القيم المنحرفة ليدوسوا رقاب الأبرار من شعوبهم ممن أسْمُوهُم الظلاميين المتحجرين الذين رفضوا ضمن ما رفضوا خططا مشبوهة مصقولة أولها هدم لبنية الأسرة معقل الانسان المسلم السوي ووسطها انسلاخ عن الهوية الأصيلة وآخرها تسليم مقاليد العالم للصهيونية اللقيطة ربيبة أمريكا الصليبية ….حتى تكمل الأفعى استدارتها وتطويقها للعالم كما جاء في بروتوكولات صهيون .

واغتيال ياسين رسالة واضحة للجميع مفادها أن شارون الدموي يظل فوق المؤتمرات والقمم والقرارات …وفوق القانون بل هو القانون نفسه الذي يجب على العالم أن يرضخ له، وباسمه تتحرك بيادق المؤامرات لتصفية الحسابات في أي منطقة من العالم … وبسخريته على الذقون تفرغ القمم العربية من مصداقيتها…

فأي جريمة بشعة هذه التي زلزلت النفوس الأبية وأرقت ضمير الأحرار من أمتنا وغير أمتنا ؟ . جريمة تقول لمن استمرؤوا طعم المذلة وخالوا وجه الهزيمة تسامحا ولغة السكوت نجاة . إن القانون سيف مسلط علينا حام لهم…قاهر لنا مطواع أمامهم . فهلا اعتبرتم من المؤامرة ومن سخرية الجنرال الدموي منكم إذ أعلن أمام عين العالم المتسامح المتفرج الوديع عن تهنئته للوحوش الوالغة في الدماء بنجاحها في مهمة اغتيال سيد الشهداء وهويعود من فسحة ربانية آنية ليعود إلى فسحة ربانية خالدة راضيا مرضيا .

ولئن كان ياسين فردا فإنه أمة كاملة في رجل، ولئن مات ياسين فإن أمة تستمد من الأحرار الربانيين فكرها وتستوحي رؤاها لم تمت ولئن قضى ياسين فقد نبت في حقل تاريخه المبذورببذور الجهاد ألف ألف أحمد ياسين، فلترقد يا سيد الشهداء قرير العين بما ارتديت من حلل الشهادة وبما أسلفت في أمتك وبما ستسلف، وليكن موتك حياة للمروءات المريضة، وقومة للرجولات المستكينة وانبعاثا للنفوس من موات واعتبارا لمن شدتهم عجلات الصليبية الحاقدة وجرتهم مجاذيف الصهيونية المجرمة ليسبحوا ضد التيار منبهرين بما لدى الظالمين الكاذبين من وعود عرقوب …فهلا ثاب المهادنون والمطبعون والمتاجرون بآلام الشعوب الى رشدهم؟ وهلا أخذوا العبرة من الجريمة النكراء التي كانوا فيها -بانبطاحهم – بعض خيوطها . وأدركوا أن الشعوب الحرة تعاف أن تشرب الهوان من كؤوس البلور التي تديرها أمريكا وصنائعها في ولائمها الدموية . وإن موتة كريمة في سبيل الحق خير من حياة منعمة من أجل باطل، وإن الأمم الأبية لا تروضها الاغتيالات ولا “تؤدبها” التصفيات، وإنما تلك نيران لا تزيد جوهرها إلا صقلا وصفاء، ولئن مات ياسين فما زالت أرحام نسائنا نثورا وما زال في أمتنا مليون ياسين يعزي بهم الله هذه الأمة في الثكل العظيم ويجدد بهم أمرها ويسوي بإرادتهم نهجها ويرمي بهم أعداء الأمةفي مزبلة التاريخ ويهزم بهم المنافقين من المنبطحين وينصر بهم من ينتصرون له وما ذلك على الله بعزيز.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>