التكالب الدولي على حماس : فصل آخر من الحرب العالمية الثالثة (الموجهة ضد الاسلام)


أصبحت الحركة الإسلامية اليوم تشكل الخط الأول لمعسكر الإسلام، بعدما تراجعت الأنظمة الإسلامية وعلماء ومثقفو المسلمين وعامتهم إلى الخطوط الخلفية.

بل إنها اليوم تحارب من الخارج ومن الداخل من  تحالف دولي عالمي تمسك بخيوطه  الصهيونية والصليبية والوثنية العالمية .

وتقف الأنظمة الإسلامية بجانب المعتدي الأجنبي طوعا أو كرها، طوعا لأن الأعدء استخفوا بها وأوهموها بأن الدعاة إلى الله هدفهم الأول والأخير هو الكراسي التي تجلس عليها، وبالتالي وجب التعاون، وقبول المساعدات الخارجية بكل أنواعها للقضاء على هؤلاء “الخوارج”، وكرها لأن العدو يفرض عليها أن تشن حملة إبادة على بنيها من العلماء الدعاة وخيرة شباب بلدانها، وإلا فإنه قادر على تنحيتها وتولية المستعدين لذلك أكثر، لأن هذا العدو هو الذي جاء بأغلبها إلى الحكم بشرط أداء الولاء والطاعة له وخدمته، ولأنه هو الذي عمل على عزلها عن شعوبها بسبب الظلم والاستبداد الذي مارسته  عليها بتعاون معه للإبقاء على هيمنتها وجبروتها.

ولكن الأنظمة الإسلامية وكل خطوط المعسكر الإسلامي المتبقية تنسى ان الحركة الإسلامية اليوم ما هي الا الثور الأبيض، وأن العدو سينتقل إليها بعد تخلصه من الحركة الإسلامية، خط الدفاع الأول للمعسكر الإسلامي.

إن الحرب المسعورة والشاملة التي تشنها القوى الاستكبارية بتعاون مع الأنظمة وبعض العلماء والمثقفين المسلمين، على الحركة الإسلامية، هي بمثابة حرب عالمية ثالثة، تستخدم فيها كل الأسلحة والوسائل والطرق التي ابتكرت خلال الحرب الباردة والتي ما زالت تتطور وتستحدث إلى الآن مع العلم أن الطرف الإسلامي في هذه الحرب أضعف ما يكون، بكل المقاييس البشرية مما كانت عليه قوة حلف الفولاذ في الحرب العالمية الثانية والحركة الشيوعية في الحرب الباردة. وبالتالي فإنه لا محالة من أن تُمنى الحركة الإسلامية بشر هزيمة  إن لم تتدخل جيوش الرحمن الجبارة >وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى<.

وفي هذا الإطار يمكن اعتبار  الحرب الدولية المعلنة على حركة المقاومة الإسلامية حماس وعلى الجهاد الإسلامي فصل آخر من فصول هذه الحرب العالمية الثالثة، التي كان أول فصولها ومعاركها -والتي لم تنته إلى الآن- هو مواجهة الثورة الإسلامية في إيران، ثم بعد ذلك : السودان؛ والعراق؛ وتونس؛ والجزائر؛ والبوسنة والهرسك؛ وأفغانستان؛ وطاجكستان؛ والشيشان؛ وتوجد على اللائحة كل من : اليمن؛ وباكستان؛ وتركيا؛ والسعودية؛ ولبنان…

إن التحالف الصليبي -الصهيوني- الوثني الذي أعلن الحرب على الإسلام، الذي ينعته بالخطر الأخضر (عوض الخطر الأحمر الشيوعي) لا يُميّزُ في حقيقة الأمر بين “الإسلام السياسي” و”الإسلام الرسمي” و”الإسلام الشعبي”، بل يعتبرها كلها خطوط دفاع إسلامية، إن سقط خط سيقوم الخط الذي يليه بحماية الإسلام والمحافظة عليه وتوسيع دائرة المؤمنين به، لذلك فإنه لن يرضى حتى بعلمنة الإسلام، أو تبعيضه -حسب الاصطلاح القرآني- أي الايمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض الآخر، كما هو واقع الآن : الإيمان بالعبادات وببعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحوال الشخصية وببعض الأخلاقيات الإسلامية، والكفر بالشريعة الإسلامية في مجالات الحكم والسياسة والاقتصاد… لأن هذه العلمنة تُبقي على الإيمان بالإسلام كدين… لذلك  فلن يرضى ولن يرضى عنا حتى نتبع ملته >ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حتى تتبع ملتهم<.

وأمام ما يُفعل بالمجاهدين والدعاة في فلسطين وما يُخطط له في المستقبل ولإخوانهم في لبنان وغيرها لا يسعنا إلا أن نقول لعرفات وشرطته، وللأنظمة العربية والإسلامية المساعدة أو المتفقة على ذلك،ولكل عناصر الأمة الإسلامية من علماء ومثقفين وعامة المسلمين، أن دوركم قادم، وستُؤكلون كما يُؤكل الثور الأبيض اليوم، وأن انتقام الله من الذين يعادون أولياءه حقيقة لامفر منها : >من عادى لي وليا فقد آدنته بالحرب…<الحديث.

> افتتاحية العدد 47 من المحجة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>