{لقد حصحص الحق} ولكن ماذا يفيدنا إن كنا نحن على باطل؟


ما يقع في إنجلترا وأمريكا من مهزلة افتراء الكبار وكذب القادة يدل على أن حبل الكذب قصير ، وأن ما روجوه من وجود أسلحة الدمار الشامل بالعراق إنما هو حيلة من أجل السيطرة على هذا القطر العربي المسلم لبلوغ عدة أهداف وتحقيق كثير من المقاصد أهمها ” الاستيلاء على البترول” وحماية العصابة المغتصِبَة لأرض غيرها والشروع في زعزعة أنظمة لا يُوثق بولائها الذي يضمن لهم الاستمرار في الاستحواذ على البترول في هذه المنطقة الإسلامية الهامة.

إننا لا نأسف على سقوط النظام البعثي البغيض الذي أسسه ميشل عفلق لتمزيق الوحدة الإسلامية داخل بلاد العرب وقد حقق القائد هدفه ، كما لا نأسف على العقاب الذي حل بأقوام فرطوا في واجباتهم نحو أمتهم وعبثوا بمصائرها وأموالها وإمكاناتها وتسلطوا على أبشارها وأعراضها وفوتوا عليها كثيرا من الفرص العظيمة لتقدمها وتعاونوا مع أعدائها على الإيقاع بها وتشريد أهلها ..

إن الله ينتقم من هؤلاء الذين لم يألوا جهدا في تشريد شعوبهم وتبديد أموالهم على شهواتهم وتكديس الكثير منها في بنوك أعدائها.

لا نأسف على ما حاق بأولئك من عقاب يستحقونه كما يستحقه أسلافهم السيئو القدوة الذين لم يعتبروا بما حل بهم وإنما نأسف لتمادي قادات ومنظمات وأحزاب وتيارات في ضلالات تؤدي إلى نفس النتيجة وإيقاع شعوبهم في وهاد الفتن والإحن والتنافس على الدنيا والتباري في ميدان النهب واستنزاف الأمة وبث عوامل الضعف والسفه والفشل خلالها ونسف عوامل قوتها وتعويق سيرها وتضليل مسيرتها وتغيير معالم أهدافها السامية .

وقد يخسف ببوش ولكن يأتي رئيس أخر محكوم بقواعد ومبادئ ثابتة ربما تحمله لأن يؤذي العالم الإسلامي بأكثر مما آذاه نظام بوش وقد يحل ببلير ما يحل بسيده بوش ولكن الرئيس الجديد لا ينتظر منه غير ما يفيد بلده قبل كل شيء

أما العرب وأما المسلمون فالاستراتيجية ثابتة تجاههم وتجاه بلادهم .

إن الباطل زاهق لا محالة ولكن هل نحن في جانب الحق ؟

بل إن باطلنا هو نوع من أباطيل عجيبة أباطيل متخلفة أباطيل منحطة.

أولئك كذبوا وافتروا لينزلوا بالمسلمين ما هو مشاهد ، ولكنَّ هؤلاء المتخلفين ما زالوا يكذبون على شعوبهم ويمعنون في التنكيل بهم والدفع بهم ليكونوا في النهاية مثل العراق استنزافا لدمائهم وأموالهم وفتنا من صنع دولي وصنع محلي .

أما آن أن نَصْدُق مع الله وأن نتوب إليه وأن نكون قدوة في إشاعة روح التسامح والتصالح والتوافق بين عناصر مجتمعاتنا بين الرعاة والرعية وأن نقلع عن إذاية المسلمين والتنكيل بهم . ومحاربة الأخلاق والعفاف والأمانة و الإخلاص والصدق والكفاءات العظيمة !!!

إننا في حاجة لأبطال عظام في ميدان الاجتماع والأخلاق والآداب والإحسان والرحمة والتعاون على البر والتقوى .

فهل آن لهؤلاء أن يتقدموا الصفوف بجهاد نفسي جديد ، ليس فيه إلاَّ سِلاح الأخلاق السامية والكلمة الطيبة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والأفعال الحميدة والفتوحات الروحية العظيمة مع الزهد في جيفة الدنيا التي يتناهشها أقوام كان مصيرهم كما رأينا ونرى !!!

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>