ذلك العالم العامل


الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

حديث مختصر عن حياة المرحوم الشريف الصالح الحاج أحمد الحجامي بن المرحوم الولي الصالح المجاهد السيد محمد الحجامي المدعو المرابط. نظرا لثباته الجهادي منذ دخول المستعمر للبلاد.

إن الله تعالى تفضل على هذه الأمة بخاتم النبيئين سيدنا محمد  الذي نشأت منه ذرية نبوية كريمة بواسطة بنته فاطمة الزهراء وابن عمه الإمام علي كرم الله وجهه.

ومن هذه الذرية النبوية الشرفاء الحجاميون ومن هؤلاء الشريف المرحوم السيد الحاج أحمد الحجامي أحد العلماء بأسرار الشريعة الاسلامية وخصوصا علم التصوف ونقاء العقيدة. التي فيها ينبغي التنافس لا في جمع حطام الدنيا والإعراض عن ذكر الله اعتقادا وتطبيقا حتى وافاه الأجـل الـمحتوم يــوم الأربعاء 7/11/1424هـ موافق : 31/12/2003م.

وإني أذكر شهادة في حق هذا الرجل وفي شأن والده رحمهما الله تعالى، فعندما كنت أحفظ كتاب الله تعالى وأنا صغير كان الوالدان رحمهما الله تعالى يحدثاني بأن الشريف السي محمد المرابط رجل مجاهد عظيم القدر يدعو بالخير لعموم المسلمين وهو ملتزم بإسدال (قُب) جبته على وجهه لا يريد أن يراه عدو، ولا يريد أن يرى شيئا فهو معرض عن الدنيا، ومن ذرية هذا الولي الصالح ابنه البار الفقيه العالم بأسرار الشريعة وخصوصا علم التصوف والقائم بفك النزاع بين المتخاصمين ونشر الفضيلة والإخاء بين المسلمين والدعاء لهم بالهداية والتوفيق ولا يذكر أحدا بسوء بل يدعو بالهداية للمنحرفين ولا يحب أن يقع جهر بسوء من أحد في مجلسه فمثله قليل يقول تعالى : {وقليل ما هم وقليل من عبادي الشكور} فمنذ أن تعرفت عليه سنة 1945 وأنا أعلم هذه الحالة منه. وعندما قطن بمدينة فاس كانت زيارتي له كثيرة حيث الوالدان كانا يحبان هذه الأسرة في شخص والده وفي شخصه هو. نشأت بدوري على هذه المحبة وقد تقوت بيننا ولله الحمد كما تقوت بينه وبين الإخوان العلماء والأساتذة المحبين له كيفما كانت أحوالهم الاجتماعية والثقافية. وقد هدى الله تعالى على يده من أسلم وبين الطريق المستقيم الذي ينجيه من ألم الدنيا وعذاب الآخرة. فحياته رحمه الله تعالى التي استمرت نحو 106 أعوام كلها في طاعة الله تعالى علما وعملا صالحا لنفسه والمؤمنين، فقد حصل على المعنى الذي ورد في الحديث الشريف : “خيركم من طال عمره وحسن عمله”. فأنا أقول : هنيئا له وهنيئا له بالحياة التي قضاها في طاعة الله تعالى اعتقادا وعملا نرجو من ا لله تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويجعله مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ونرجو الله تعالى أن يجعلنا ممن يرافقون الصالحين من عباد الله المخلصين إن الله تعالى سميع مجيب وعلى كل ما يشاء قدير.

والعلم الذي كان يعمل به العمل الصالح المبني على العقيدة السلفية السنية والإحسان الوارد في حديث جبريل \ تمكن منه بجامع القرويين على كبار العلماء السنيين قبل “النظام” وتقنين الدراسة بصفة حرة تمكن بها من جميع العلوم التي تجعل عقيدة المسلم محكمة نقية سالمة من الشبه فليعمل المسلم مثل هذا العالم اعتقادا وعملا. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون رحمة الله تعالى رحمه واسعة ورزق الصبر لأولاده وأصهاره وأقاربه وأحبته ولإخوانه العلماء وجميع من يعرفه. و{إنا لله وإنا إليه راجعون}. قال تعالى : {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}(سورة يوسف) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول المصطفى الأمين وآله وصحابته أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>