ســــورة الغاشية


{هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرا بي مبثوثة أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم}.

س1: تبدأ هذه السورة بطرح سؤال، ما هو مضمونه؟ل

ج1: مضمون السؤال المطروح هو : هل بلغك يا محمد خبر الغاشية التي تغشى الناس وتعمهم بأهوالها وفجائعها، وهي الصيحة أو النفخة الشديدة التي يبعث الناس كلهم بها بعد فناء الدنيا وزوالها

س2: إذن فهو يوم القيامة أليس كذلك؟ل

ج2: نعم، إنه يوم القيامة الذي يقوم فيه الناس بعد موتهم للحساب والجزاء، وهو يوم شديد الهول والفزع سمي في القرآن الكريم بأسماء توحي بهوله وصعوبته. فقد سمي يوم الفزع الأكبر، وسمي الغاشية والطامة والصاخة والواقعة، وسمي الزلزلة والقارعة وغير ذلك

س3: وكيف يكون الناس في ذلك اليوم؟ل

ج3: يكون الناس على نوعين أو صنفين : صنف يظهر على وجوههم الخشوع والخضوع، وهو في الحقيقة الهوان والذل والخزي، لأنهم قضوا أعمارهم في العمل والكد لجمع الدنيا وتلبية شهواتهم، بعيدين عن الإيمان والاستقامة ولذلك فهم يدخلون نار جهنم المشتعلة. وصنف من الناس تظهر على وجوههم الطمأنينة والنعيم والسرور، لأنهم قضوا أعمارهم مؤمنين مستقيمين ولذلك فهم راضون عن عملهم، مرضيون بالجنة

س4: ولكن كيف يقضي الصنف الأول وقته في جهنم؟ل

ج4: الصنف الأول يبقى في عذاب مستمر دائم. ليس لهم من شراب إلا الماء المغلي، ومن الطعام إلا الضر يع وهو الشوك، لا يفيد أجسامهم فتسمن، ولا يزيل عنهم ما يحسونه من جوع شديد

س5: وكيف يقضي الصنف الثاني وقته في الجنة؟ل

ج5: الصنف الثاني يبقى في الجنة في نعيم دائم لا ينقضي ولا يزول، وقد ورد وصف هذا النعيم بدقة وتفصيل في العديد من سور القرآن الكريم

س6: وما هو وصفه في هذه السورة؟ل

ج6: وصفه في سورة الغاشية هذه أن أهل النعيم في جنة عالية، لا يسمعون ا للغو بل الكلام الطيب الجميل ويشربون من عين جارية ماؤها عذب لطيف، بأكواب مهيأة لذلك، وهم متكئون أو جالسون على أسرة مرفوعة، وحولهم نمارق مصفوفة أي وسادات مصفوفة مرتبة وزرا بي مفروشة جميلة المنظر

س7: وما معنى: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟ل

ج7: يعني مطلوب من الناس أن ينظروا نظرت تدبر وتفكير واعتبار إلى الإبل أي الجمال وما هي مميزاتها وخصائصها التي خلقها الله تعالى بها وأن ينظروا كذلك نظر تدبر وتفكير واعتبار إلى السماء وكيف رفعها الله تعالى بنجومها المشعة وكواكبها التي يصعب عدها ومعرفة أسرارها. وأن ينظروا إلى الجبال كيف خلقها الله منصوبة كالخيام العظيمة، وأن ينظروا إلى الأرض كيف جعل الله سطحها منبسطا صالحا لحياة الإنسان والحيوان والنبات

س8: وما معنى : “فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر”؟ل

ج8: يعني دورك أنت يا محمد أن تذكر الناس وتنبههم لينظروا ويفكروا، ويعلموا أن الله هو خالقهم ورازقهم ومراقبهم ومحاسبهم تذكرهم وتنبههم بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة، لا بالقوة والقسوة والعنف، لينفذوا أوامر الله، ويجتنبوا نواهيه

س9: وما معنى : {إلا من  تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر}؟ل

ج9: تأكد يا محمد أن من لم يستمع لنصيحتك وتوجيهك، وكفربك وكذبك: تأكد أن الله سيعاقبه بالعذاب الشديد في الآخرة وهو جهنم

س10: وما معنى : {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم}؟ل

ج10: أجل لنكن على يقين أن كل واحد منا يصنع مصيره الذي يصير إليه بنفسه، بعد هذه الدنيا؟

س11: وهل هذا يعني أن كل واحد منا يصنع مصيره الذي يصير إليه بعد هذه الدنيا، بنفسه؟ل

ج11: أجل لنكن على يقين تام أن عقيدة، ونية، وعمل كل واحد منا هو الذي سيحدد المصير الذي سيصير إليه بعد هذه الدنيا فإن كان من النوع المقبول عند الله كان من الفائزين، وإن كان عكس ذلك كان من الخاسرين

س12: وإذا كان الأمر كما قلت فماذا يجب علينا؟ل

ج12: يجب أن نأخذ الأمر بجد ولا نهمل أو نتهاون، لأننا سنندم إذا فرطنا، سنندم ندما شديدا يوم لا ينفع الندم

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا إلى النار مصيرنا، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك. اللهم صل على محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

إعداد : عبد الله العابدي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>