تحليل سياسي في الذكرى الأولى لأحداث 11 شتنبر : اللعبة الكبرى 2/1


إنها اللعبة الكبرى للقرن الحادي والعشرين… لعبة قامت بها مراكز القوى الخفية التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية من خلف الستار ونفذتها بكل نجاح. وهي تفوق في آثارها وفي مداها وفي انعكاساتها عملية اغتيال الرئيس الأمريكي جون كندي التي نفذتها هذه القوى أيضا ونجحت في إسدال ستار كثيف من الغموض عليها.

وهذه اللعبة الكبيرة والخطيرة التي نفذتها هذه القوى بضرب البنتاغون في واشنطن والمركز التجاري العالمي في نيويورك سترسم الخطوط العامة للسياسة الدولية لعشر سنوات قادمة علي الأقل، ولا يستطيع أحد الآن تخمين مضاعفاتها وتطوراتها وآثارها الخطيرة في السياسة الدولية وفي تصعيد الهيمنة الأمريكية على العالم، وإن بدت آثارها القريبة في أنها أشعلت الحرب الأولى لهذا القرن. كما أنها تنذر بحدوث توترات شديدة بين العالم الإسلامي وبين الولايات المتحدة الأمريكية. حتى أنها حدت بالكثيرين للقول بأن حرب الحضارات التي تنبأ بها هوتنكتن قد بدأت فعلا.

ومن نافلة القول إنه لا توجد في العالم بأسره منظمة أو جماعة  تستطيع تنفيذ مثل هذه العملية الدقيقة والمنظمة والمخططة لها بكل دقة والتي تتطلب ليس فقط مستوى عاليا من الخبرة والتكنولوجيا، بل الأهم أنها تتطلب وجود متعاونين وعملاء في أرفع مستويات المسؤولية في البنتاغون وفي غيرها من المراكز الحساسة التي تقبض على دواليب الإدارة الأمريكية.وإلا فمن يستطيع تفسير كيف أن أجهزة الإنذار في طول البلاد وعرضها في الولايات المتحدة الأمريكية تسكت وتنشل مدة تقارب الساعة !!. علما بأن هذه الأجهزة مبرمجة منذ سنوات الحرب الباردة على العمل الفوري بحيث أن الطائرات الحربية تغطي سماء الولايات المتحدة الأمريكية في بضع دقائق فقط.ومن يستطيع تفسيركيف سكتت أجهزة الإنذار الموجودة في البنتاغون ( التي من المعروف أنها أحصن بناية في العالم ضد أي هجوم) وخرست مع أنه مر وقت طويل يقارب الساعة بعد وقوع الهجوم الأول على مركز التجارة العالمية في نيويورك. ومن يستطيع الوصول إلى أجهزة الإنذار الموجودة في أماكن حصينة لا يمكن الوصول إليها إلا بعد المرور من نقاط تفتيش وسيطرة عديدة ولا يسمح لغير المسؤولين بالاقتراب منها أصلا ؟ ومن يستطيع معرفة رموز هذه الشفرات السرية الخاصة بهذه الأجهزة؟ أيستطيع هذا عملاء من منظمة من الشرق الأوسط أو من أفغانستان ؟ … تصور اذن مدى نفوذ وسيطرة هذه القوة الخفية التي نجحت في شل كل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية مدة ساعة تقريبا.بل أكثر من ساعة إن حسبنا الوقت الذي مضى بعد خروج أول طائرة عن خط مسارها الصحيح وحتى هجوم الطائرة الأخيرةعلى بناية البنتاغون. وهل من المعقول أن تخرج أربع طائرات عنمسارها الصحيح ولا تطرف عين في الولايات المتحدة الأمريكية؟.  الجريمة الكاملة

يقال في علم الجريمة : ( لا توجد هناك جريمة كاملة )… أي أن المجرم لا بد وأن يصدر منه خطأ أو قصور في أثناء ارتكابه الجريمة، وأن يخلف وراءه بعض الأدلة والمستمسكات ، وبعض الآثار التي يمكن أن توصل وتشير إليه.وهذه المقولة تصدق هنا أيضا، فالذين رتبوا ونفذوا هذه الجريمة وهذه اللعبة الكبرى اضطروا أن يتركوا وراءهم العديد من الأدلة والمستمسكات. ولكن أجهزة الإعلام الأمريكية والغربية استطاعت – لحد كبير- التغطية على هذه الآثار الواضحة وحولت أنظار الجماهير إلى نواح أخرى وأن يخدعوها بسيل من الأدلة الزائفة.

والأسئلة التي نطرحها أدناه تكشف هذا الأمر :

1- قالوا إن الخاطفين كانوا من العرب الذين تلقوا دروسا في الطيران المدني. ولا يحتاج الإنسان إلى ذكاء كبير ليعلم أن هذه الدروس التي تعطى للهواة في نوادي الطيران تشمل قيادة الطائرات الصغيرة، ولا يستطيع المتدرب فيها قيادة طائرات مدنية ضخمة، وأن يخرج بها عن المسار المحدد دون خريطة جوية لهذا المسار الجديد، وأن يطير على علو منخفض بين ناطحات السحاب فوق مدينة يزدحم جوها على الدوام بعشرات الطائرات في كل لحظة ثم يصيب هدفه بدقة كبيرة … لا يمكن لأحد تصديق مثل هذه الأكذوبة.

2- كيف استطاعت أربع طائرات الخروج عن المسار المحدد لها دون أن تقع حادثة اصطدام واحدة؟ وكيف لم تصادف العشرات بل المئات من الطائرات التي تزدحم بها سماء الولايات المتحدة الأمريكية أي طائرة من هذه الطائرات المنحرفة عن خطوط سيرها؟، وكيف لم يبلغ اي طيار -لأي طائرة مرت من قرب هذه الطائرات الأربعة – أبراج المراقبة عن وجود طائرات منطلقة على هواها ؟ وكيف لم تعلن حالة الطوارئ في طول الولايات المتحدة وعرضها ولم تدخل جميع المطارات هناك في حالة الإنذار القصوى؟ علما بأن هذه الطائرات بقيت خارج مسارها الجوي المحدد لها أكثر من نصف ساعة. وكيف لم تقم أبراج المراقبة بالإتصال المستمر مع طياري هذه الطائرات الأربعة ؟ واين هي تسجيلات هذه الإتصالات ولماذا لم تنشر أو تذاع حتى الآن؟

3- لماذا لم يرسل اي طيار من هذه الطائرات الأربعة أي رسالة استغاثة عند حدوث عملية الاختطاف؟ إنه لا يحتاج إلا إلى ثوان معدودات. ويستحيل على الخاطف أن يكمل عملية الخطف بسرعة البرق ودون مرور بضع دقائق وليس بضع ثوان. ولا توجد حادثة اختطاف واحدة في تاريخ الطيران لم يستطع فيها قائد الطائرة إبلاغ برج المراقبة بأن الطائرة قد اختطفت. كما أن الصندوق الأسود لم يكن يحتوي على أي حوار. ولا يستبعد تزييف الوقائع ودرج أي حوار مزيف في هذه الصناديق ما دام الأمر بيد المخابرات الأمريكية وفي يد هذه القوى الخفية.وتتبادر إلى الذهن هنا عمليات ومحاولات التزييف التي قامت بهاالسلطات الأمريكية في حادثة وقوع الطائرة المصرية والتي حرفوا فيها الوقائع  وحاولوا فيها إلصاق التهمة بالطيار المصري والإدعاء بأنه قام بعملية انتحارية.

كل هذه الأمور تدعو إلى الشك في وقوع اي عملية اختطاف لأي طائرة من هذه الطائرات.

فإذا لم تكن الطائرات قد اختطفت فكيف جرت الأمور إذن؟

يعرف من يتابع التطورات التكنولوجية أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ عام 1984 بتجارب للسيطرة عن بُعد على الطائرات والتحكم في سيرها، وأنها نجحت في تجاربها هذه قبل ثماني سنوات تقريبا.وقد أجرت تجربتها الأولى الناجحة على طائرة مدنية من نوع بوينغ خالية من الركاب ومن طاقم الطائرة. وقد أقلعت هذه الطائرة باستخدام هذه التكنولوجيا ثم هبطت بسلام في إحدى القواعد. وكانت الغاية من هذه التجربة -علاوة على التأكد من إمكانية القيادة والتحكم في الطائرة عن بٌعد – هي اختبار هل تحترق الطائرة إن هبطت على الأرض دون فتح عجلاتها عند استخدام وقود غير سريع الاشتعال.

ويتم التحكم في الطائرات ( المدنية منها والحربية ) عن بُعد باستخدام نظام (system)حديث يدعى (JPLS). وقد صرفت الولايات المتحدة الأمريكية على اكتشاف وتطوير هذا النظام الخطير مبلغ ( 3,2 ) مليار دولار، وتعاونت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) في هذا الأمر مع مجموعة شركات ( رايثون  RAYTHEON) وتتكون من شركات عديدة ( حوالي عشرين شركة) متخصصة في نظم الصواريخ والدفاع الجوي ونظم السيطرة على حركة المرور الجوية والنظم الالكترونية المستخدمة في هذه الساحات.ويتم عمل هذا النظام ،اي نظام التحكم في سير الطائرات عن بُعد، بواسطة الأقمار الصناعية.فإذا دخلت أي طائرة سواء أكانت طائرة مدنية أم عسكرية مجال هذا النظام استطاع مشغل هذا النظام فك رموز وشفرات نظام الطيران لتلك الطائرة -حتى وإن لم يقم الطيار بإعطائه هذه الرموز- ثم يكمل السيطرة على الطائرة ويقوم بتوجيهها إلى الهدف الذي يريده. كما يتم إسكات جميع أجهزة الإتصال والتخابر الموجودة في الطائرة.

ويتبين من تسلسل أحداث الهجمات التي تمت على المركز التجاري العالمي في نيويورك وعلى بناية البنتاغون في واشنطن ومن جميع الدلائل والمؤشرات التي ذكرناها سابقا أن الطائرات لم تُختطف ، بل تم التحكم فيها عن بُعد وأجبرت على السير نحو الأهداف المرسومة لها من قبل القوة الخفية التي رتبت هذه اللعبة الكبرى.

لذا فإن FBI تقوم الآن باستجواب رئيس مجموعة الشركات هذه واسمه ( دانيال بورنهام Danial Burnham وباستجواب رئيس المهندسين المشرف على نظام JPLS واسمه ( بروس سولومون Bruce Solomon) ويدل اسمه على كونه يهوديا.

لذا فمن العبث القيام بالبحث عن خاطفين لهذه الطائرات ،لأنها لم تختطف بل وجهت عن بُعد إلى الأهداف المرسومة لها. ولكن لما كان من شروط هذه اللعبة الكبرى اتهام العرب والمسلمين بتنفيذ هذه الضربة الجوية، كان من الضروري ترتيب سيناريو خطف الطائرات من قبل إرهابيين عرب.

وعندما اتجهت التحقيقات إلى مثل هذه الوجهة الخاطئة ظهر العديد من محاولات التزييف، وتبين أن غاية التحقيقات لم تكن من أجل الوصول إلى الحقائق وإلى تعيين مرتكبي هذه العملية، بل إلى إلصاق التهمة بالعرب وبالمسلمين.

نذكر هنا أمثلة من هذه المحاولات :

1- عندما أعلنت الخطوط الجوية الأمريكية أول لائحة بأسماء الركاب لم يكن فيها اسم اي عربي.ثم تم تغيير هذه اللائحة فجأة ودون ذكر اي مبرر لهذا التغيير، وقدمت لائحة تحتوي على أسماء 19 راكبا عربيا،اتجهت إليهم أصابع الاتهام. فكيف يمكن تغيير لائحة الأسماء بكل بساطة؟ ومن يقف وراء تغيير مسار التحقيق؟

2- تبين أن هذه اللائحة الجديدة المحتوية على أسماء 19 عربيا لائحة مزيفة تماما، إذ وردت فيها اسماء أشخاص توفوا قبلسنتين، كما وردت فيها أسماء أشخاص أحياء ويعملون حاليا في بلدان أخرى بعيدة ( أحدهم يعيش حاليا في تونس ) ولم يكونوا ضمن ركاب هذه الطائرات لأنهم قتلوا جميعا. ومع وجود كل محاولات التزييف هذه فلم تشعر وسائل الإعلام الغربية – إلا في النادر – أي حاجة للتنديد بهذه الأخطاء الكبيرة في سير التحقيق ، ولا القاء أي شبهة على نية المحققين ولا على كفاءتهم في التحقيق ، وبقيت التهمة لاصقة بالعرب وبالمسلمين.

3- ظهر أن المحققين الأمريكيين استخدموا هويات عربية مسروقة أو مفقودة منذ دخول الأمريكيين إلى الكويت.أي مسروقة قبل 11 عاما.ولم يكن أسامة بن لادن قد شكل منظمة القاعدة بعد ولم يكن في الكويت آنذاك، فكيف  حصلت منظمة القاعدة إذن على هذه الجوازات ثم استخدمتها الآن؟

4- كيف يمكن لمستخدمي هذه الهويات والجوازات المسروقة التي انتهت مدة صلاحيتها استخدامها عند شراء بطاقات الطائرة؟

5- هنا يرد على البال سؤال حول كيفية شراء الخاطفين تذاكر السفر،فقد قالوا مرة أنهم اشتروها عن طريق الانترنت،أي استخدموا بطاقات الائتمان ( الفيزا).ولكن كيف يمكن استخراج بطاقات الائتمان هذه بهويات مسروقة انتهت مدد صلاحياتها؟

ويتبين من هذه الأسئلة ومن أسئلة أخرى طرحها الصحفي عماد عابد الغزي في مجلة العصر كيف أن التحقيقات لم تجر بشكل حيادي للوصول إلى الفاعلين الحقيقيين، بل حرفت عن مسارها الصحيح لالصاق التهم بالعرب وبالمسلمين.لذا نرى أن المحققين لم يراجعوا الصور التي تلتقطها الكاميرات الموضوعة في مختلف قاعات المطار وعند أبواب الدخول إلى الطائرة وفوق كاونترات الموظفين الذين يدققون جوازات المسافرين ويستلمون حقائبهم.ولم يراجعوا شهادة هؤلاء الموظفين ولم يعرضوا عليهم صور الركاب العرب الذين وردت أسماؤهم وصورهم في هذه اللائحة الزائفة.كما لم يتجه التحقيق إلى كيفية قطع التذاكر، وهل تم ببطاقات الائتمان أم نقدا؟

ثم ان تسريب أخبار كاذبة وملفقة وبعيدة عن العقل وعن المنطق يدل على محاولة تحريف الحقائق عن عمد. فقد سرب مثلا خبر العثور في أنقاض مركز التجارة العالمية على جثة قائد الطائرة الثانية ويداه مربوطتان. وتلفيق الخبر واضح لأنه من المستحيل بقاء جثة يمكن التعرف عليها بعد ذلك الانفجار الهائل الذي أذاب حتى الأعمدة الفولاذية للبناية وجعلها تنهار تماما…إذ كيف يمكن بعد مثل هذا الانفجار وجود جثة غير محترقة. ولماذا لم يطلق المختطفون النار على قائد الطائرة واكتفوا بربط يديه مع أنهم يعلمون أن مصير الجميع هو الموت؟.

وهناك علامات استفهام أخرى عديدة لم تحاول وسائل الإعلام الأمريكية أو الغربية الأخرى نبشها ومحاولة الإجابة عنها. مثل:

1- لماذا ألغى شارون زيارته المقررة لمدينة نيويورك في 11/ أيلول ،أي في يوم الهجوم؟ أكان يعرف ما سيحدث؟

2- لماذا شهدت بورصة نيويورك في اليومين السابقين للهجوم حركة ونشاطا غير اعتيادي؟… ألا يدل هذا على أن أناسا كانوا يعرفون ما سيحدث فبدأوا ببيع أسهمهم؟

3- من بين خمسين ألف تقريبا من مستخدمي مركز التجارة العالمية يخمن وجود ما يقارب أربعة آلاف يهودي بينهم من بينهم العديد  من رجال الأعمال المعروفين في عالم المال والتجارة والصناعة،فلماذا لم يعلن عن موت بعض رجال الأعمال هؤلاء في هذه الحادثة؟ أكان عندهم علم مسبق بها أم إن عدم وجودهم هناك في ذلك اليوم صدفة من الصدف الغريبة والنادرة؟

4- قام مصورون يهود بتصوير هجوم الطائرة الأولى على مركز التجارة العالمية تصويرا حيا ، فكيف عرفوا أن شيئا ما سيحدث لكي يوجهوا كاميراتهم إلى تلك البناية؟

أورخان محمد علي/خاص

-يتبع-

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>