خطب منبرية لماذا يخاف العرب من مقاومة الكيان الصهيوني ؟ 2/2


نخاف مقاومة الكيان الصهي ونيو معنا قوة لا تقهر

لماذا يخاف العرب هذا الخوف من مقاومة الكيان الصهيوني ؟ يقولون إن وراءه أمريكا، فليكن وراءه أمريكا، معه أمريكا ومعنا القوة التي لا تقهر : قوة الله عزو جل، {إنهم يكيدون كيداً و أكيد كيدا}، {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}، {وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا}، نحن أصحاب الحق، والحق لابد منتصر وصاحب الحق لا يفكر هذا التفكير، إنه حينما يُعتدى عليك أو على أهلك : على زوجتك، على ابنتك، لا تفكر فيما لا يملكه عدوك، تفكر في أن تقاتل ولو خررت شهيدا، >من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد<، نحن نقاتل دون ديننا، دون أهلينا، دون دمائنا، دون أموالنا، نقاتل دون كل المقدسات التي يقاتل من أجلها الناس، ونقاتل شر قوة في الأرض وأعتى قوة في الأرض، إنها قوة بني صهيون، نقاتل الاستعمار العنصري الإحلالي الاستيطاني، الاستعمار الذي يطرد أهل البلد ليحل محلهم، كان هناك استعمار استيطاني في الجزائر ولكنه لم يكن إحلالياً، استوطن الجزائر مع أهلها، لم يطرد أهلها منها، أما هذا استعمار إحلالي، يريد أن يستوطن وأن يطرد أهل البلاد، وشارون الآن يريد أن يفعل ما فعله بيجن قديما، حينما أقام المذابح الرهيبة فأرعبت الناس وتركوا قراهم و ديارهم، أهل فلسطين تعلموا الدرس، لن يتركوا قراهم لن يدعوا هذه البيوت والقرى ولو تحولت إلى مقابر، نستنهض الدول العربية أن تقاتل كما قاتلت سنة 48، سنة 48 لم تدع الفلسطينيين يدافعون عن أنفسهم وكان هذا هو الأولى، الآن بعد أن أصبحت دولة الكيان خمسة ملايين وأصبحت تملك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار و الأسلحة النووية و الأسلحة التقليدية والأسلحة المتطورة، الآن تركوا الشعب الفلسطيني المسكين يأكلها وحدها، يقاوم هذه القوة وحده، أين أنتم يا عرب ؟ أين الجامعة العربية ؟ أين رابطة العروبة ؟ أين الدفاع العربي المشترك ؟ لا أثر لهذا حتى اليوم، إذا لم تستطيعوا أن تقاتلوا بأنفسكم فاسمحوا للمقاتلين أن يذهبوا،و الله لقد سمعت إحدى الفتيات في لقاء في مصر تقول : “تقولون إننا مجرد كلام، افتحوا لنا الحدود وسترون ماذا نصنع”، فتاة تقول هذا، سترون ماذا سنصنع !! ..و الله إن الشباب يغلي، وقد جاءني أحد الشباب يقول “أريد أن أجاهد”، يقول : “أنت قلت الجهاد أصبح فرض عين، و أريد أن أسقط الفرض عني”، قلت هو فرض عين لمن يقدر عليه، لمن يستطيعه وستمنعك دول الطوق، قال : “سأحاول، وأنا أريد أن أذهب وأن أعلن هذا، من يريد الذهاب إلى الجهاد فليأت معي بشروط كذا وكذا و كذا”، قلت : “لن تمنعك دول الطوق فقط، بل ستمنعك دول الطريق إلى الطوق وأنت ذاهب بسيارتك و رافع علم الجهاد، هل تسمح لك هذه الدول أن تمر في أرضها ؟” …

يا ألله، الشباب في كل مكان يقول افتحوا الحدود، غضوا الطرف عمن يتسلل من الحدود، ليس من الضروري أن تكون هناك جيوش وكتائب كبيرة، اسمحو،ا لا تشددوا ليدخل هؤلاء الشباب الراغبون في الجهاد والاستشهاد، ولكن دول الطوق لا تسمح، لا تسمح بأن ينفذ هواء ليصل لمساعدة إخوتنا في فلسطين، إلى متى تظل هذه الأمة هكذا ؟ اسمحوا للشباب أن يذهب إلى هناك، ابعثوا بالأسلحة إلى الانتفاضة، سلحوا الانتفاضة، سربوا الأسلحة إلى الانتفاضة، إلى المقاومة، إلى فصائل المقاومة، هؤلاء الشباب، كتائب عز الدين القسام، سرايا القدس، كتائب شهداء الأقصى، فصائل المقاومة المختلفة، نحييهم ولكنهم في حاجة إلى أسلحة، سيسجل التاريخ العار على هذه الأمة حينما نفذت ذخائر أبناء جنين وجرفتهم الجرافات ودفنوا تحت الأنقاض وأخفيت المعالم، قوات الاحتلال تفعل هذه الجرائم ثم تخفي المعالم، ولكن التاريخ لن يرحم، والله تعالى بالمرصاد..

أدنى الجهاد أن نقطع كل علاقة بالكيان الصهيوني

نستطيع، أيها الأخوة، أن نفعل أشياء كثيرة، إذا لم نستطع الجهاد العسكري الذي أصبح فرض عين على كل من يقدر عليه، فليكن هناك أنواع أخرى من الجهاد نستطيع أن نقوم به، تستطيع الأمة أن تقوم بها، من ذلك : الجهاد السياسي، و أدنى هذا الجهاد أن نقطع كل علاقة بهذا الكيان الصهيوني، سواء كانت علاقة اقتصادية، تجارية، سياسية، ثقافية، سياحي،ة سموها ما تسمونها، هذه العلاقات إثم وعار، إثم وعار، إثم من الناحية الدينية وعار من الناحية القومية، لا يجوز أن يبقى في بلد عربي ولا بلد مسلم صلة بالكيان، أي صلة، و لا قنوات دبلوماسية، لا نريد أن تظل بيننا وبينهم أي قناة، لا بد من قطع العلاقات، لابد من طرد السفراء، لا بد من إغلاق السفارات، لا بد من سحب سفرائنا هناك، هذا أول الواجبات وأضعف الإيمان أن لا يكون بينناو بين هؤلاء صلة، بأي وجه نلقى الله ؟ بأي وجه يتحدث عنا التاريخ ؟ وإخواننا يلقون ما يلقون ويعانون ما يعانون ونحن نفتح الأبواب لمن يمثلون الصهاينة الغادرين السفاحين الجزارين، هذا هو الجهاد السياسي .

شراء البضائع الصهيونيةو الأمريكية كبيرة من الكبائر

وهناك جهاد اقتصادي، وهو أن نفعل الفتوى التي أصدرتها و أصدرها معي عدد من علماء الأمة بتحريم التعامل مع البضائع الصهيونية والأمريكية، المقاطعة : مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية، هذا واجب الأمة، كل ما يشير إلى أمريكا، مجرد الإشارة حتى ولو كانت وطنية، (كولا) كلمة كولا يعني أمريكا، هامبورجر، ماكدونالد، بيتزا، هذه الأشياء أمريكية، ارحمونا، كلما رأيت هذه العناوين ثارت نفسي وثار البركان في صدري، نريد أن تقاطع الأمة هذه البضائع، من  زجاجة البيبسي إلى السيارة إلى الطائرة البوينج، نطالب الحكومات ونطالب الشعوب أن تقاطع هذه البضائع و أن تنظم اللجان الشعبية لتفعيل هذه المقاطعة وترتيب الأولويات فيها، كل ما له بديل يجب أن يقاطع، ما الذي يجعلني أركب سيارة أمريكية وأستطيع أن أشتري سيارة يابانية أو سيارة ألمانية ؟ لن أخسر شيئاً، المقاطعة، هذه المقاطعة واجبة على الجميع، الكبير والصغير، وفي أول الانتفاضة رأينا العجب والله، رأينا الأطفال الصغار يقولون لآبائهم : لا يا أبي لا يا أمي هذه بضاعة أمريكية حرام، رأينا الأخوة في الهند في كيرالا يجتمعون في يوم الجمعة مثل هذا وكل واحد في يده زجاجة كوكاكولاو يكسرها إشارة إلى المقاطعة، ما الذي جعل الأمة تسترخي، نريد من الأمة : من رجالها، ونسائها، من الأمهات في البيوت أن لا يشترين البضائع الأمريكية، و ربما تكون هناك بضائع صهيونية تتسلل تحت أسماء وعناوين من عرف ذلك، فعليه أن يقاطع، حرام أي حرام، حرام بل كبيرة من الكبائر أن تشتري في هذا الوقت البضائع الصهونية والأمريكية، هذا نوع من الجهاد، لابد أن نفعله ونتواصى به .

علينا أن نجاهد بأموالنا حتى

تستمر الانتفاضة

وهناك جهاد آخر، الجهاد بالمال، الله تعالى يقول {انفروا خفافاًو ثقالاًو جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله}، القرآن دائماً يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس لأنه لا يمكن أن يستمر جهاد إلا بالمال، إخواننا يجودون بأنفسهم، يضعون رؤوسهم على أكفهم ويقدمونها رخيصة في سبيل الله، أفنبخل نحن بأموالنا ؟ علينا أن نبذل هذه الأموال، الأموال من الزكاة المفروضة لأنها في سبيل الله وهم فقراء وأبناء السبيل ويستحقون الزكاة من أكثر من وجه، وأموال الصدقات التطوعية، من يريد أن يقدم شيئاً يضعه في رصيده عند الله وأموال الصدقات الجارية الأوقاف، منثمار الأوقاف، وأموال الوصايا،وصايا الأموات،وصايا أبيك وجدك، والأموال المشبوهة، من اجتمع له أموال من فوائد في البنك أو نحو ذلك فهذا مصرفها، هي حرام عليك حلال لأخوتك في فلسطين، علينا أن نبذل من أموالنا وشكر الله للأخوة الذين نظموا ذلك في أكثر من بلد وأول أمس نظمت قطر جمع هذه التبرعات وتبرع الأمير وولي العهد بعدة ملايين ولا زالت الأمة تنتظر المزيد، وعلينا أن نقدم لهؤلاء المواد الإغاثية والمواد الطبية بكل وسيلة ممكنة.

كيف نغني و نرقص و إخوتنا

يقدمون التضحيات

وهناك الجهاد الثقافي، وأعني بالجهاد الثقافي أن تتغير الحياة الثقافية للأمة، هذا الذي نراه في وسائل الإعلام، الأغاني والرقص وهذه الأشياء، كيف نغني ونرقص وإخوتنا يقدمون هذه التضحيات يوماً بعد يوم ؟، هذه المآسي التي نشهدها و التي تقشعر لهَوْلِهَا الأبدان وتشيب لهولها الولدان، كيف نسمح بهذا السيل من الأغاني والأفلام و المسلسلات، آن لهذه الأمة أن تعرف أننا في وقت جد وأوقات الجد لا بد أن تقابل بمثلها، حينما قتل كليب ابن ربيعة آل أخوه المهلهل ابن ربيعة على نفسه أن يمتنع عن كل طيبات الحياة و ألا يخلع ثوبه عن بدنه وقال في شعره :

ولست بخالع درعي وسيفي

إلى أن يخلع الليل النهار

وحينما هزم المشركون من قريش في بدر أبى أبو سفيان وحلف على نفسه ألا يمس امرأته ولا يمسه ماء لغسل جنابة حتى يثأر من محمد وأصحاب محمد، هكذا كان العرب، كيف نعيش هذه الحياة العادية، أعراس ومهرجانات وسباقات وأشياء كأننا لسنا في حالة حرب، كأننا لسنا في كارثة حقيقية، يا لله، ماذا جرى لهذه الأمة يا قوم ؟ ماذا جرى للناس ؟ أليس فينا أحاسيس تشعر؟ ماذا نقول ؟ ننادي حكامناو زعماءنا، فهل لحكامنا و زعمائنا آذان تسمع ؟ و إذا كانت لهم آذان فهل لهم قلوب تتوجع، و إذا كانت لهم قلوب فهل عندهم عزائم تتشجع ؟و إذا كان عندهم عزائم فهل عندهم سيوف تشهر وأيدٍ تتحرك ؟ الأمة في حاجة إلى أن تتغير، جهاد ثقافي، تشعر الأمة بالحزن، بالأسى، أمن الإسلام أو من الإيمان أو حتى من الإنسانية أن تجمع على مائدتك ما لذ وطاب من الطعام والشراب وأن تعيش بين أهلك وأولادك في بيتك الظليل المدفأ في الشتاء والمبرد في الصيف وإخوانك هناك قد أخرجوا من ديارهم ؟، هناك عائلات أخرجت من ديارها ولا تعرف أين ذهب أولادها، بالأمس سمعت الأم تقول : “لا أعرف أين ذهب أولادي، هي في مكان وهم في مكان”، لم يجتمع شمل الأسرة، ألا نحس بآلام هؤلاء، الأمة الواحدة يجب أن يحس بعضها ببعض، ماذا أقول أيها الإخوة ؟ الكلام كثير وفي  الجعبة الكثير والكثير من الجهاد الثقافي …

أقل ما نقدمه أن نستشعر آلام إخوانناو ندعو الله لهم

الجهاد الروحي، أن نستشعر آلام إخواننا ونصطحبها دائماً وتعيش في وجداننا وأن ندعو الله لهم في صلواتنا، في خلواتنا، في أسحارنا، في سجودنا، ندعو الله لهؤلاء الأخوة، أقل ما نقدمه أن ندعو الله لهم، أن ندعو دعاء القنوت، قنوت النوازل الذي قرره الفقهاء عندما تنزل بالمسلمين نازلة، تدعو في الصلوات وخصوصاً في الصلوات الجهرية وخصوصاً صلوات الجمعة، نصلي صلاة الغائب على الشهداء الذين يدفنون بالعشرات ولا يصلي عليهم أحد، علينا أن نصلي على هؤلاء، علينا أن نمسك بالجذوة بالجمرة ملتهبة حتى لا تستحيل إلى رماد، إن أمتنا تملك الكثير، الكثير والكثير من أنواع الجهاد، من لم يقدر على نوع قدر على نوع آخر، كل واحد يستطيع أن يبذل من عنده وأن يتعاون مع إخوانه وأن نعيش في المأساة حتى ينتصر إخواننا وإنهم لمنتصرون، إنهم لمنتصرون رغم عوامل الإحباط ورغم تخاذل المتخاذلين، واستخذاء المستخذين، رغم هذا ستنتصر الانتفاضة، وستنتصر المقاومة إن لم يكن اليوم فغداً، وإن غداً لناظره قريب وسيجعل الله بعد عسر يسرا وسيجعل الله بعد الظلام فجرا، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}، {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم وادعوه يستجب لكم .

دعاء الخاتمة

الحمد لله، غافر الذنبو قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير،و أشهد ألا إله إلا اللهوحده لا شريك له، له الملكو له الحمدو هو على كل شيء قدير،و أشهد أن سيدناو إمامناو أسوتناو حبيبنا محمداً عبد اللهو رسوله البشير النذيرو السراج المنير، صلوات اللهو سلامه عليه،و على آلهو صحبهو من دعا بدعوتهو اهتدى بسنتهو جاهد جهاده إلى يوم الدين …

اللهم إنا نسألك العفوو العافية في دينناو دنيانا،و أهليناو أموالنا، اللهم استر عوراتنا،و آمن روعاتناو احفظنا من بين أيدينا،و من خلفنا،و عن أيمانناو عن شمائلنا،و من فوقناو نعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين، اللهم انصر أخوتنا في فلسطين، اللهم سدد رميتهمو قوِّ شوكتهمو اجمع على الحق كلمتهم، اللهم افتح لهم فتحاً مبينا،و اهدهم صراطاً مستقيماًو انصرهم نصرا عزيزاً، اللهم أيدهم بملأ من جندكو أمدهم بروح من عندكو احرسهم بعينك التي لا تنامو اكلأهم في كنفك الذي لا يضام، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين، اللهم عليك بشارونو عصابة شارونو كل من عاون شارون، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم زلزل أقدامهمو نكس أعلامهم، اللهم أدر الدائرة عليهمو سق الوبال إليهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاء رخاءو سائر بلاد الإسلام، ربنا اغفر لناذنوبناو إسرافنا في أمرناو ثبت أقدامناو انصرنا على القوم الكافرين …. اللهم آمين .

فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>