اقتراحات عملية لمواجهة أمريكا على المستوى الشعبي


“العين بصيرة واليد قصيرة” هذا هو المثل الذي يتردد هذه الأيام بين عامة المسلمين، لما تراه من تقتيل وتذبيح وتشريد… تقوم به القوى الصليبية اليهودية في  كل من أفغانستان وفلسطين، وفي ثغور العالم الإسلامي، هذا البطش والتنكيل جعل المسلمين يتعاطفون مع إخوانهم وتهزهم رابطة العقيدة فيتمنون لو أن لهم قوة أو يأوون إلى ركن شديد ليتخلصوا من الظلمة الذين يعيثون في الأرض فسادا، ويرفعوا الظلم عن إخوانهم المظلومين.

لكن يزعمون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، لأن القوة بيد الأنظمة، وهذه الأخيرة تخاف على كراسيها إن فعلت شيئا ضد اليهود أو أمريكا.

وهم لا يستطيعون الجهاد مع إخوانهم وإلا فإن المخابرات في انتظارهم بالمطارات فيكون مصيرهم الزنازن لا ساحة الوغى.

إلا أنني أرى أن الشعوب المسلمة تستطيع نصرة إخوانها المضطهدين ومواجهة غطرسة أمريكا، وذلك بأمور بسيطة وسهلة وفي متناول الجميع القوي والضعيف، الغني والفقير. وذلك كما يلي:

الرجوع إلى الله والتمسك بالدين

الرجوع إلى الله تعالى والصلح معه وذلك بالعودة إلى كتابه وسنة نبيه وتطبيق شرعه في الأرض، وأن يكون هو مصدرنا في التلقي وهو المنارة التي بها نهتدي،ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. فالله سبحانه هو القوي ومنه نستمد القوة وهو العليم ومنه نستمد العلم، وهو الحاكم والمشرع فوفق منهجه نسير وشرعه نطبق، وهو الجبار ذو العذاب الأليم فمنه نخاف وإليه نهرع، وهو الرقيب فنستحضر مراقبته وهو الغفور الرحيم فمنه نستمد العفو والرحمة.

وفي الله سبحانه وتعالى نحب ونكره، فنحب من أحب الله وحقق عبوديته في الأرض وسار على شرعه ودعا إليه.

ونكره ونخلع كل من حاد الله ورسوله وحارب شرعه وفضل هواه، ونكره كل من أبغض المسلمين وزجَّ بهم في السجون، أو سابهم أو شوه سمعتهم، ونكره في الله اليهود والنصارى” لأنهم يحاربون الإسلام والمسلمين، وأعلنوها حرباً صليبية على العالم الإسلامي فلا نتخذهم نماذج وأبطالاً ولا نقلدهم ولا نحذو حذوهم حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه. بل نتخذ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهدين في كل من فلسطين والشيشان وأفغانستان نماذج وقدوة ونحذو حذوهم في الدفاع عن الأمة ومقاومة الظلم والطغيان، فتكون لدينا ثقافة المقاومة بدل ثقافة الانحلال والاستسلام. يقول تعالى: {قد كانت لكم إسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برَآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تومنوا بالله وحده}(الممتحنة-4).

تربية الأبناء على  مبادئ الإسلام

تربية أبنائنا تربية إسلامية لأن الطفل هو رجل الغد، وهذا الجيل الصاعد هو الجيل الذي سيسود ويحكم في المستقبل، فإذا تربوا على مبادئ الإسلام وقيمه وتشربوا حقيقة الدين، وتمثلوا أوامر القرآن ونواهيه، وتربوا على حب الإسلام والدعوة إليه والذود عنه، وإذا ولجوا المسجد منذ الصغر وتربوا في أحضانه، إذا استطعنا أن نجعل أطفالنا بمجرد أن يسمعوا نداء الصلاة يهرعون إلى المسجد، وإذا استطعنا أن نجعلهم يصحبون القرآن معهم فيجعلون لهم وردا يوميا… وإذا استطعنا إقناع وتربية بناتنا على ارتداء الحجاب بدافع ذاتي.

إذا كان الأمر كذلك فإن مستقبل أمتنا سيكون بإذن الله بخير ونفرح له.

أما إذا تركنا الحبل على الغارب وتركنا تربية  أبنائنا لوسائل الإعلام المخرب وإلى الرسوم المتحركة الموجهة وإلى مستنقع الشارع وأصدقاء السوء، ثم إلى المعاهد والمؤسسات الأجنبية التنصيرية، حيث يتعلمون اللغات الأجنبية وبعض الجوانب التقنية، لكن في المقابل يتم سلخهم عن هويتهم.

فإذا كان على هذا الشكل فستكون النتيجة أقبح مما نعيشه في ظل النخبة المتغربة.

وتربية ا لأبناء مسؤولية وواجب {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} وكلنا راع وكلنا مسؤول أمام الله عن رعيته.

الالتفاف حول العلماء العاملين

وإرجاع الأمر إليهم

العلماء ورثة الأنبياء وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم وهم أولو الأمر وأهل الحل والعقد على مر التاريخ الإسلامي، وهم المنارة التي يستنير بها المسلمون في أحلك الظروف. وهم أعلم الناس بالحلال والحرام، وإذا استقرأنا التاريخ نجد أنهم الذين أخرجوا المسلمين من كثير من الأزمات سواء في مواجهة الأعداء الخارجيين أو في مواجهة الغزو الثقافي أو في مواجهة الحكام المتسلطين، وما فعله كل من الإمام أحمد بن حنبل أو العز بن عبد السلام أو ابن تيمية… لخير دليل على  ما نقول، فيكونون الركن الشديد الذي يأوي إليه المسلمون أثناء الشدة والأزمات.

وحري بالمسلمين اليوم الإلتفاف حول العلماء ومجالستهم  والاستماع إليهم والسير وفق إرشاداتهم، فهم أعلم الناس بحال الأمة، وهم أقدر الناس على النهوض بهذه الأمة ومعالجة مشاكلها لأنهم يرون بنور الوحي ويسيرون وفق هديه.

ثم إذا نظرنا إلى واقع الأمة فلن نجد أحدا مؤهلا للقيام بهذا الأمر، ولا أحد يستطيع كسب ثقة الشعوب المسلمة غير العلماء الربانيين. ذلك أن الشعوب المسلمة قد جرَّبت الزعماء السياسيين والنخب العلمانية المتغربة فلم يزيدوا الأمة إلا ارتكاسا وتأخرا.

فقد آن الأوان لتصحيح المسار وإعادة الاعتبار للعلماء يقول تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.

مقاطعة المنتوجات الغربية والأمريكية خاصة

هذه المنتوجات أصبحت في هذا الزمان محتلا جديدا وإمبرياليا جديدا غير أنها لا تحمل اللباس العسكري، فعن طريقها أصبح الغرب يتحكم في رقاب العالم الإسلامي ويتدخل في شؤونه الداخلية، إضافة إلى منافسة المنتوجات المحلية، وتغزو الأسواق المغربية مثلا،فتضايق الصانع والفلاح المغربيين أساس قوة الاقتصاد المغربي، وسيادة المنتوجات أساس قوة الاقتصاد  المغربي. وسيادة المنتوجات والشركات الغربية في العالم الإسلامي يجعل رأس المال الأجنبي هو المتحكم في الإنتاج ويقود وجهة الاقتصاد المغربي حيث شاء، بل ويتحكم في استقلالية القرار السياسي. وإذا وقعت أزمة في المنطقة، أو لاحت في الأفق رحل هذا الرأس المال، بسبب سحب أصحاب ا لشركات والممولين لأموالهم أو تحويلها إلى جهة أخرى، كما هو حال الاقتصاد المعتمد على السياحة كلما وقعت حرب أو توتر في منطقة ما، لم يأت السياح إلى ذلك البلد فيقع هذا الأخير في أزمة اقتصادية خانقة بسبب غياب الموارد المالية.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنك بإقبالك على المنتوجات الأجنبية فأنت تساهم في ازدهار اقتصاد الغير ورواجه.

ولنكون واقعيين فإننا لا نستطيع أن نتخلى عن  كثير من المنتوجات الغربية لأننا في حاجة إليها ونحن لا ننتجها، مثل بعض الأدوية أو بعض الآلات ذات التكنولوجيا العالية، إلا  أننا نستطيع أن نستغني عن المنتوجات التي تستعمل في باب “الكماليات” فإننا نستطيع أن نتخلى ونستغني عن مشروب “كوكا كولا” فهو غير ضروري، ونستطيع أن نقاطع “ماكدونالز” و”نيك” وغيرها.

كثيرة هي المنتوجات نشتريها من باب “الموضى” ومسايرة ما يعرض على شاشة التلفاز فقط، وما ذلك إلا نتيجة فقدان الثقة بالذات، ونتيجة ثقافة الاستهلاك التي تعودنا عليها.

وغاندي في الهند قاطع المنتوجات البريطانية وأبى أن يلبس غير ما أنتجته بلاده وتبعه في ذلك شعبه، فكانت النتيجة هي رحيل الاحتلال البريطاني.

وأنت عندما ترتاد “ماكدونالز” فلست تستهلك إنتاجه فقط وإنما تستهلك وتروج لثقافة أمريكا وطريقة عيشها ونمط  غذائها.

واعلم أن كل درهم تدفعه في “كوكا كولا” أو غيرها مما سبق ذكره فأنت تعين به اليهود على إخواننا بفلسطين.

من بذل الجهد واستفرغ الوُسع في نصرة المسلمين ونصرة الله فإن الله ينصره.

يقول تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم}.

البويسفي محمد

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>