مجرد رأي : وتستمر الانتفاضة..


…إن جمرة الانتفاضة المباركة التي حاول ويحاول البعض إطفاء لهيبها بشتى الوسائل والأساليب لم تزدها الأيام إلا اشتعالا ولهيبا، وهذا ما أفزع “اسرائيل” والغرب خاصة أمريكا ومن لف لفهما وسار في طريقهما المسدود..

كلينتون يجمِّد جميع أنشطته ولقاءاته ليتفرغ للأمر بجدية وحزم.

أما اسرائيل فقد فقدت أعصابها وبدأت تضرب ذات اليمين وذات الشمال طالبة المزيد من الدعم والمساندة..  وما تصْعيد القصف على الأحياء السكنية والمتظاهرين من قبل العدو إلا دليل على ارتباكه وانفلات زمام الأمر من بين يديه، وقد تكون بداية النهاية لانهيار هذا العدو كذلك، اللهم لا شماتة!!.

منذ سنوات خلت قال “موشي دايان” إن العرب لا يقرؤون وإذا قرأوا لا يفهمون”. أما الآن فقد بدأ جليا أن اليهود هم الذين لا يقرؤون وإذا قرأوا لا يفهمون.

فلم يقرؤوا التاريخ جيداً ولو قرأوه لعلموا أنه لا مكان للمستعمر في البلاد التي استعمرها…

مهما تفنن في البطش والامتهان لسكان مستعمراته حتى ولو كان الشرق والغرب له ظهيراً، فقد بقى الصليبيون في القدس وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى لمدة 80 سنة، وبلغ بطشهم وتقتيلهم المسلمين هناك مداه، حتى أن المؤرخين يروون بأن حوافر جيادهم كانت تُغطّى بدم القتلى من المسلمين الشهداء عند ربهم. ومع ذلك خرجوا مدحورين صاغرين على أيدي المجاهدين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. وبالأمس القريب خرج بل فرَّ اليهود من جنوب لبنان بعد 22 سنة من الاحتلال على أيدي أسود المقاومة اللبنانية.

ومع بداية القرن الماضي احتل الفرنسيون الجزائر لمدة تزيد عن مائة وثلاثين سنة حتى ظنوا أنهم خالدون فيها، فأتاهم جند الله من المجاهدين الأبطال فأخرجوهم منها أذلة صاغرين.. ونفس المصير كان ينتظر كل مستوطن لبلاد الغير…

فاليهود المعمرون لأرض فلسطين ذاهبون لا محالة وهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده، فاليهود يحرصون على الحياة كما قال الله تعالى، والمقاومة الآن ترعبهم وتحرمهم من الأمن والرفاه الذي يريدون، خاصة إذا علمنا أن جُلهم قادم من أوروبا وحلمهم أن يعيشوا في مستوى اقتصادي مشابه لما هو قائم في أوروبا وأمريكا، وما لم يشعروا بهذا المستوى، فيبقى الخيار الوحيد أمامهم هو الرحيل الى وسط ومجتمع أكثر أمنا واستقراراً، فليس لغالبية اليهود أي ارتباط حقيقي بالأرض أو الوطن رغم كل أحلام الفكر الصهيوني والذي أفنى الحاخامات حياتهم كلها لترسيخها في عقول الناس ووجدانهم!!

أبرز مثال على ذلك أن عدد سكان مستعمرة (كريات شمونة) الواقعة عند الحدود مع لبنان انخفض بنسبة 8% منذ انسحاب الجنود الصهاينة من جنوب لبنان. أما الباقون فقد غادر القسم الكبير منهم المدينة خوفا من القصف، وتفيد بعض التقارير التي نشرتها الإذاعة الاسرائيلية صاحبة الخبر أن 4800 شخص قد غادروا المدينة بصفة نهائية منذ ذلك الحين. الحكومة الصهيونية من جانبها تشعر بالهلع الذي يصيب المستوطنين هذه الأيام وهذا ما يزيد طينها بلة. فهي تحاول جاهدة طمأنة الناس وإخفاء كل مظاهر العنف، فقد كتب المعلق الصهيوني (Clair Snigaroff) يوم الجمعة 3 نونبر الماضي ومباشرة بعد انفجار السيارة المفخخة والتي أودت بحياة جنديين إسرائليين، بأن العمال قد أجهدوا أنفسهم طوال الليل في استبدال الواجهات الزجاجية المحطمة وطمس جميع آثار الانفجار في ليلة واحدة لابعاد شبح الرعب عن “المواطنين الاسرائيليين”، ومع ذلك كله فقد ظلت الشوارع الصغيرة المجاورة لمكان الحادث شبه خالية.

وقال (ستيف بن يشائي) وهو مرشد سياحي بأن السلطات الاسرائيلية تقوم بمحو آثار الدمار والدماء والحرائق خلال بضع ساعات من وقوع أي انفجار حتى توهم الناس وكأن شيئا لم يقع. فإلى متى مخادعة الناس والكذب عليهم؟! فحبل الكاذب قصير مهما خاله طويلاً وأيام الاحتلال قصيرة وهي إلى زوال بحول الله، فذلك وعد الله والله لا يخلف وعده ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>