فاسألوا أهل الذكر


س : تحدث العالم عن السيدا وبيّن مخاطرها وهو في نفس الوقت يشجع عليها

ج : السيدا مرض سرّ به الغرب إلى إفريقيا، والغريب أن قفزته إلى إفريقيا لم تكن قفزة طبيعية، فهو في أروبا وأمريكا نشأ وترعرع ولكنه قفز إلى إفريقيا قفزة غير طبيعية، أي : الأصل أن يكون وجوده بكيفية أكثر على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، أي المغرب والجزائر وتونس وموريطانيا والسينغال ثم يتعمق في عمق إفريقيا، لكن الذي يقع أنه كثير في أروبا وهو بنسبة أكثر في إفريقيا، وبقي أن الحزام الأوسط هو أقل انتشاراً فالحزام الموجود بين أروبا وإفريقيا وهو دول المغرب العربي وموريطانيا ينتشر فيها بنسبة أقل، وذلك لسبب واحد، هو أنه انتشر في الدول التي تؤمن بالإباحية الجنسية مطلقا. أصاب أروبا لأن أروبا تتبجّح بأنها تعطي الجنس الحرية المطلقة. فأصابها على نحو ما أعطت لهذا الجنس من حرية، وأصابإفريقيا اللادينية الوثنية التي لا تعرف الحلال من الحرام وقد شاع عندها الجنس بصورة مطلقة، وبقي هذا الحزام في الوسط محافظا نوعا ما على سلامته إذا ما قُورن بغيره بسبب أن هذه البلاد هي بلاد إسلامية، وعندها أن الزنا حرام وأن العلاقات غير المشروعة حرام وأنها بذلك انتفعت فقلّت بها نسبة السيدا.

هذه الآفة يعالجها الغرب كما يعالج كل قضاياه الخُلُقية بنوع من الكذب، إن الإنسان كان بإمكانه أن يقول كلمة واحدة، هي أن هذا المرض ضربة إلاهية للإنسان المتمرد على الأخلاق لكن الآن حتى بعض الأطباء يرون بأنه يجب أن لا ننظر للمريض بالسيدا هذه النظرة، ويجب أن ننظر إليه على أساس أنه مريض يحتاج إلى العلاج، ويحتاج إلى تعاطف الناس معه، لأن هناك من وصلتهم السيدا عن طريق الدم كالأطفال.

هذا صحيح لكن الأطفال الذين أصابتهم السيدا عن طريق الدم، فقد ولدوا بفيروس السيدا، الذي جاءهم من أمهاتهم، والأمهات تلقَّيْنه من الآباء والآباء كانوا يمارسون الدعارة، إذاً فالمرجع هو الجنس الحرام، لذلك فنحن الأمة الإسلامية والحمد لله نفاخر بأن عندنا هذه الحصانة، حصانة الدين، ولو كنا نسمع أو نعقل لكُنّا نحن قد اغتنمناها فرصة لإظهار مزيّة من مزايا الإسلام، وليس الحلُّ الذي قيل في باريس يقال لنا كذلك في المغرب، وهو استعمال العازل الطبي، لا، بل نقول : نحن نتميّز عليكم أيها الناس بأن عندنا العازل الديني، العازل الخُلُقي الذي يحرم علينا الوقوع في الفاحشة أصلا، فلا نقع فيها ولا نتخوَّف منها، ولا نقع في هذه الورطة إلا بمقدار ما عَصَيْنا الله، ونحن إن شاء الله أمة مسلمة تبتعد عن هذه الفاحشة، والواقع يشهد، انتبهوا : لو وقع أن الرجل الغربي “الراقي، المتحضر” نجا من السيدا، وبقينا نحن مصابين بهذا الداء الخطير لكان قد صوّرنا أبشع تصوير فينعتنا بعالم الوحوش وعالم المتخلفين، ولكن الإنسان “الأبيض” “المتقدم” غير ناجٍ من هذا، أما نحن بحمد الله قد نجونا نسبياً، ومع ذلك يلح دائما أن نأخذ بنصائحه، لو كانت نصائحه تلك نافعة ومُجْدِية لما ارتفعت عندهم حالات المصابين بهذا الداء إلى 15 مليون حالة. ووسائل الإعلام الببّغائية هي الأخرى تُروِّج هذه “الحلول” عوض أن تقول للشباب “اتقوا الله، وتحَصَّنوا بالزواج، وابتعدوا عن هذه الموبقات يقيكم الله تعالى هذه الأمراض” فهم عوض أن يقولوا مثل هذا الكلام، يرددون ما يقول الأروبيون، والأروبيون لا يملكون أكثر من ذلك الكلام.

أجاب عنها د. مصطفى بن حمزة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>