حوار مع الأستاذ عبد الحي عمور


المحجة : باعتباركم أحد الذين انشغلوا بواقع التربية والتكوين والتعليم بالمغرب، وباعتباركم كذلك أحد الذين كلفوا ببعض الملفات المتعلقة بهذا المجال، ما رأيكم في الخطة الحالية.

ذ. عمور : في الواقع أصحاب هذا المشروع بذلوا مجهودات لا بأس بها، ولكنه تشوبه ثغرات كثيرة سواء على مستوى التنظير أو على مستوى تسطير الأهداف وتحديد الوسائل التي تخدم هذه الأهداف، ومن خلال دراستي للمشروع لاحظت بأن الأهداف براقة وجميلة ولكن الوسائل التي تخدمها تكاد تكون شبه غائبة، من هنا كانت الدراسات النقدية للمشروع على كثير من الأصعدة. وقد سبق لي أن دُعيت إلى ندوة شبه وطنية بالرباط، وضحت فيهما مثل هذه الجوانب وجوانب أخرى وأرجو أن يهيئ الله سبحانه وتعالى لهذا المشروع الدراسات الجادة حتى يستكمل أسباب القوة والمناعة، ويصبح صالحا لهذا الشعب المغربي المسلم.

المحجة: أستاذ، تعتبر اللغة العربية من أهم مقومات الذات العربية والإسلامية، فكيف تقومون موقعها بداخل هذا الميثاق؟

ذ. عمور : من خلال دراستي للمشروع لاحظت أن اللغة العربية ستعرف تراجعا وسوف لن يستطيع المتعلم أن يمتلك ناصيتها، باعتبار أنها أصبحت مزاحمة من أكثر من لغة : في الطور الابتدائي ستدرس اللغة الأجنبية الأولى في السنة الثانية واللغة الأجنبية الثانية في السنة الخامسة، بالإضافة إلى تعليم وحدات مزدوجة باللغة الفرنسية لدعم تلك اللغة، وهذا ما سيكون على حساب اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وهذا من شأنه أن لا يعطي للغة العربية حقها الكامل في هذا المشروع، من هنا حق علينا أن نراجع المشروع في هذا الجانب.

وكما تعلمون بأن كل الدول الراقية لا تسمح باستعمال لغة أجنبية في برامجها التعليمية، إلا بعد أن يمتلك المتعلم في وطنها أساسيات لغتها، ولا يتم ذلك إلا بعد تعليم هذه اللغةلمدة لا تقل عن أربع سنوات. لذلك لابد لنا نحن كذلك، أن نطبق هذا الأمر حتى يملك المتعلم ناصية اللغة العربية.

المحجة : إذا سمحت أستاذ، في نظركم، إلى أي حد يمكن الضغط بمثل هذه الندوات واللقاءات على المؤسسات المسؤولة على اتخاذ القرار بالمغرب، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار العلاقة بين ما هو تربوي وما هو سياسي؟

ذ. عمور : في الواقع أنا لا أسمي هذا العمل ضغطا، بقدر ما أسميه تصويبا وتصحيحا، وإعطاء رؤية جديدة خاصة من ذوي الخبرات ومن ذوي التجربة. والمشروع ككل المشاريع فيه إيجابيات وكثير من المسائل التي ينبغي أن تصحح، لهذا فالنقد الموجه لهذا المشروع ليس ضغطا وإنما يخدم إسلام هذا البلد، وينبغي أن نتعاون، منظرين وباحثين، لإيجاد صيغة بديلة ومتممة لهذا المشروع حتى نسهم في أسباب النجاح، وإذاك يأخذ طريقه إلى التطبيق بحمد الله.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>