كلمة عابرة زكاة فطر المغاربة توفر سنويا أكثرمن 5000 منصب شغل


كلمة عابرة

زكاة فطر المغاربة توفر سنويا أكثرمن 5000 منصب شغل

زكاة الفطر في الإسلام هي زكاة الرؤوس، إذ أنها تخرج على كل إنسان مسلم أينما وُجد، وتوزع على الفقراء والمساكين داخل الإقليم، وإن اغتنى الإقليم عنها توزع خارجه.

في المغرب يبلغ متوسط قيمة زكاة الفطر حوالي ثمانية دراهم، وعدد السكان يقدر بنحو 30 مليون نسمة. إذا قمنا بجمع زكاة فطركل المغاربة فإننا سنحصل على مبلغ مقداره 24 مليار سنتيم. هذا المبلغ إن وُزعَ على الشباب العاطل بشرط أن يوظف في مشاريع تنموية مهمة من ناحية الدخل ومن ناحية التشغيل فإننا سنحصل على نتائج جد مهمة.

ونستعرض على سبيل المثال لا الحصر مشروعين فلاحيين مهمين هما :

- مشروع الزراعة في البيوت البلاستيكية : إذ يتطلب تجهيز هكتار واحد حوالي 50 مليون سنتيم ويوظف في المتوسط عشرة أشخاص.

- مشروع مراكب الصيد البحري المتوسطة الحجم، والتي تتراوح تكلفتها ما بين 30 و50 مليون سنتيم، وتشغل أكثر من 10 أشخاص.

فإذا وُظف نصف زكاة الفطر في المشروع الأول والنصف الآخر في المشروع الثاني فالنتيجة ستكون هي :

- توفير أكثر من 5000 منصب شغل.

- استصلاح وتجهيز وسقي 240 هكتار من الأراضي.

- توسيع أسطول الصيد البحري بإضافة أكثر من 240 قطعة.

- الزيادة في الإنتاج الفلاحي (الزراعة والصيد البحري).

- الزيادة في الصادرات الفلاحية.

- الرفع من المستوى الغذائي للسكان.

- توفير مناصب شغل جديدة في القطاعات المرتبطة بقطاعي الصيد البحري والفلاحة.

إلى غير ذلك من الفوائد التي يمكن أن تنتج عن هذين المشروعين.

وهكذا نرى بأن تطبيق نوع واحد من أنواع الزكاة يمكنها أن تفعل ماسبق ذكره، فماذا لو تم تطبيق باقي الأنواع، وعلى رأسها زكاة الأموال التي تصل نسبتها إلى 2.5%؟.

ومثال زكاة الفطر دليل قاطع على إمكانية وقدرة الإقتصاد الإسلامي على حل المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها كل دول العالم الإسلامي بما فيها الدول البترولية الغنية، وعلى رأس هذه المشاكل ضعف النمو الإقتصادي بسبب ضعف الإستثمار، وتطور وتضخم البطالة وما ينتج عنها من مشاكل اجتماعية وخيمة.

وفي الختام، أسرد لكم تصريحا لأحد رموز المعارضة الرسمية ببلادنا إذ قال بأن “الوطنية اليوم هي أي شيء من شأنه أن يخلق مناصب شغل”. ولكن في الحقيقة فإن الوطنية اليوم وفي المستقبل وكما كانت بالأمس -في تقديرنا نحن المسلمين- هي الإيمان القوي والإعتقاد العملي بديننا الحنيف، أي الإيمان المقرون بالعمل الصالح، فذلك أساس علاج كل المشاكل.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>