الإنجـاز العظيـم
إن أهم إنجاز حققه العالم الإسلامي بعد استقلال أوطانه وانعتاقها من الأنظمة الاستعمارية المباشرة إرغام الشعوب الإسلامية على التشبت بالتراث الإستعماري وأخلاقه وأنظمته ومؤسساته وقوانينه وعاداته ولغته باعتبار ذلك مكسباً حضارياً لا يليق بنا التفريط فيه. وقد كان زعماؤنا بالأمس يستثيرون شعوبهم متكئين على مناوأتهم ومحاربتهم لذلك التراث البغيض واعدين إياهم بالتخلص منه واحلال الإسلام مكانه الذي سيكون منطلقاً لنهضتنا ومزاحمتنا للعالم وقد أبدت الشعوب تجاوبا عظيما مع هذه الدعوة في كل مكان، وتمت هزيمة الإستعمار هنا وهناك وإذا بالأمور تعود الى بلاد المسلمين أسوأ مما كانت. وأصبح كل من يدعو للوفاء بالعهد وانجاز الوعد متهماً بشتى التهم أقلها التعصب والتطرف، وهذا بعض أسباب هذه التوترات العصبية التي تجتاح بلداناً اسلامية متعددة، ولم يدرك بَعْدُ من بيدهم الأمر مطامح شعوبهم التي هي دائما على استعداد للانقياد بحماس لكل دعوة بناءة وعظيمة لاقلاع حضاري اسلامي، يختصر الزمان والمكان لكي تحتل الامة الإسلامية مكانتها اللائقة بها بين الأمم. وبذلك يضيعون على هذه الأمة فرصاً كثيرة ومبادرات رائعة للتخلص من التخلف والانطلاق نحو النهضة الكبرى… وذلك انجاز عظيم يستحقون عليه الثناء من… من سادات النظام العالمي الجديد!!