عاهد الفريق عمر حسن البشيرـ قائد ثورة الإنقاد الوطني الإسلامية في السودان ـ شعبه على دحر الهجمات التي يشنها المرتزقة المدعومون من أعداء “الوطن والعقيدة”، وبناء سودان قوي يكون سندا لأمته الإسلامية.
جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها الرئيس السوداني أمام المجلس الوطني السوداني.
وفي هذا الإطار أعلنت حكومة السودان حالة التعبئة العامة، وحركت مليون مقاتل من رجال الجيش الشعبي لينضموا إلى 100 ألف مقاتل من أبناء الجيش السوداني منتشرين على طول حدود السودان الجنوبية الشرقية والغربية، وذلك تحسبا لأي عدوان محتمل من قبل فلول المعارضة والمرتقة بقيادة جون قرنق، الذين بدأوا بالفعل اعتماد سياسة حرب العصابات انطلاقا من الحدود الإريترية. ووصف د. حسن الترابي ـ رئيس المجلس الوطني السوداني ـ العدوان على السودان بأنه مخطط استعماري يستهدف الإطاحة بالحكومة السودانية والهيمنة على افريقيا والشرق الأوسط، وضرب الصحوة والهيمنة على افريقيا والشرق الأوسط، وضرب الصحوة الإسلامية في المنطقة.. وأشار إلى تصدي قوافل المجاهدين لهذا المخطط. واتهم إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما وراء هذه الحملة.
وطلبت واشنطن من مصر ودولتين خليجيتين تقديم مساعداتها لقوات تحالف المرتزقة التي بدأت عدوانها على جنوب شرق السودان، وأحاطت الإدارة الأمريكية سفير مصر بواشنطن علما بتفاصيل الدعم الأمريكي لتحالف المرتزقة الموجودين بمعسكرات على أراضي أوغندا وإثيوبيا وإريتريا، إلا أن القاهرة رفضت مطلقا دعم مخطط المعارضة السودانية لاعتبارات تمس الأمن القومي المصري.
من جهة أخرى، أبلغت قيادات المخربين، كبار قيادات مصر، موافقتهم على إقامة دولة في جنوب السودان تحت قيادة المتمرد قرنق، وأن اتفاقا أبرم بين قيادات الأحزاب السودانية المنحلة الضالعة في مؤامرة الغزو، وقرنق بضمانات أمريكية لتحقيق ذلك الهدف.
وقال الصادق المهدي : إن مصر تفهمت الأمر وأبلغ عمرو موسى ـ وزير الخارجية ـ خلال استقبال الأخير له الأحد الماضي : “نحن نطالب بسودان جديد يضمن حقوق المواطنة , عادلة للسلطة والثروة وتتحقق فيه السيادة في استفتاء”، وأضاف المهدي : “إذا اختارت المنطقة الجنوبية في الاستفتاء الاستقلال فهي حرة بديل لذلك إلا الحرب”. وزعم المهدي أن مصر تتفهم وجهة نظر التحالف المعارض وتدعمها.
وعلمت “الشعب” أن قيادات التمرد أبلغت مصر بخطورة التوجه الإسلامي لحكومة السودان الذي ترفضه واشنطن ودول الجوار.
وفي الوقت الذي قال فيه الصادق المهدي “إن جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع حكومة الخرطوم”، أوضح حصول المتمردين على دعم خارجي، لكنه زعم أنه “متقطع وبسيط ومحدود”.. وأكدت القوات السودانية نجاحها حتى الآن في دحر الهجمات المتتالية التي يشنها المتمردون على منطقة شرق السودان.
وعلمت “الشعب” أن قوات تحالف المرتزقة بدأت تستعمل صواريخ يتراوح مداها ما بين 50 و150 كيلو مترا، ومدفعية متطورة للغاية بالتعاون مع قوات إريتريا، وجميعها أسلحة إسرائيلية الصنع جرى توجيهها من قواعد بإيريتريا وإثيوبيا وأصاب أحدها طائرة هليكوبتر سودانية، وقد زعم فيه جون قرنق أن لدى تحالف المرتزقة مفاجآت لأسلحة لم تستخدم حتى الآن يدخرها للوقت المناسب لمهاجمة الجيش السوداني، في إشارة منه إلى قرب شن الهجوم الشامل على الأراضي السودانية بمشاركة أوغندا وإيرتريا وربما إثيوبيا، وتؤكد أوساط بالمعارضة السودانية ان ضغوطا أمريكية على مصر لا تزال تبذل لإقناعها ومنحها ضمانات تكفل علاقات تكاملية اقتصادية مع السودان (شماله وجنوبه) عقب إسقاط حكومة الخرطوم، وتعهدات بحماية المصالح المصرية، وهي الضغوط التي رفضتها مصر بناء على تقارير للقيادة السياسية تؤكد خطورة ما يدور في جنوب السودان وغربه بدول الجوار من تطورات تهدد الأمن القومي المصري.. وقالت مصادر ل”الشعب”: إنه إذا ما أعطت مصر ضوءا أخضر بتأييد خطة الغزو فإن الخطة ستنفذ في أقرب وقت..
ومن أهم النقاط التي تحاول من خلالها الإدارة الأمريكية إقناع مصر بضرورة التخلص من الحكومة السودانية، هي تلك المتعلقة بتوجهات الخرطوم الإسلامية وانعكاساتها الخطيرة على دول الجوار.
وقد حاول المهدي والميرغني التلويح للقيادة المصرية بإنهاء جميع المشاكل العالقة بين مصر والسودان، مثل الأصولية وحلايب.
وعرض عثمان الميرغني ـ رئيس تحالف المرتزقة ـ على مسؤلين كبار دعما عسكريا للمرتزقة والسماح لهم بفتح جبهة ثالثة ضد الخرطوم انطلاقا من حلايب، إلا أن القاهرة رفضت هذا العرض، لأنه يمثل أسلوبا يتنافى مع توجهاتها.. بينما أعربت دوائر بالخارجية السودانية عن أسفها الشديد اتجاه إقفال القاهرة الباب أمام مصالحة السودان، في وقت يتم فيه التصالح مع إسرائيل.. ووصفت هذه الدوائر استقبال القاهرة لقيادات العمل المسلح بأنه سابقة خطيرة في العلاقات بين مصر والسودان.