كيف قضيتم فصل الصيف؟
تبادل التلاميذ النظرات…توقعت الأستاذة أجوبتهم…سفر وتخييم واستجمام… غير أنها أخطأت التخمين…
- الأول : كنت أعمل في الحقول من الخامسة صباحا إلى السابعة مساء، بثمن زهيد، في البداية، آلمني ظهري والشمس الحارقة واخشوشنت يداي… لكنني تحملت كل ذلك، وإلا فكيف أستطيع توفير ثمن أدواتي وكتبي المدرسية وملابسي؟.
- الثاني، وقد التفت إلى بعض زملائه : كنا نخرج عند أول خيوط الصبح، نلتقط نبات الكبار أو الحلزون، ثم نقطع بضع كيلومترات لبيعهما، لنوفر ثمن لوازمنا المدرسية -ثم أراها كفه اليمنى- وذلك هو سبب إصابة كفي بالإكزيما!!.
- الثالثة : كنت أعمل خادمة لدى أسرة مهاجرة طيلة العطلة، سافرت معهم إلى إحد الشواطئ، لكنني لم أر البحر إلا من بعيد…(تضحك) أول مرة رأيته في حياتي، ولم ألمس رمله ولا ماءه، كنت أتمنى أن أسبح وأبنيقصورا من الرمل كغيري من الأطفال… لكنني كنت أهتم بطفلة رضيعة وأحملها على ظهري طيلة النهار، وكم كان مؤلما أن أنحني على (الجفاف) والتصبين وهي على ظهري… كان العمل مرهقا للغاية، كنت أول من يستيقظ وآخر من ينام، وكانت طلباتهم كثيرة ومعاملاتهم قاسية… إلا أنهم أعطوني ملابس كثيرة فضلت عن أطفالهم، واستطعت توفير المال لاقتناء لوازمي المدرسية، بل اشتريت أيضا لأخويّ كل الأدوات!!.
- الرابع : لم تكن لدينا سوى فرصة واحدة في الأسبوع، حيث كنا نقطع مسافة سبع كيلومترات على الأقدام عند آخر الليل, لنصبح باكرا في السوق الأسبوعي نبيع الأكياس البلاستيكية ونحمل القفف للمتسوقين، وبعضنا كان يمسح الأحذية…(يتنهد) ومع ذلك لم أستطع اقتناء كل متطلباتي المدرسية.
هذه نماذج لأطفال اضطرهم الفقر أن يودعوا طفولتهم وألا يستسلموا للظروف… إنهم حقا رجال صغار!!.
ذة. نبيلة عزوزي