بمناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إطار أنشطتهما الثقافية والعلمية وانفتاحهما على محيطهما الاجتماعي نظم كل من جريدة المحجة والمجلس العلمي المحلي لفاس محاضرة علمية بعنوان: “بيت الله الحرام .. هدى للعالمين”، ألقاها الدكتور طلال بن محمد أبو النور من المملكة العربية السعودية، وهو أستاذ الحديث وعلومه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ويعد المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام كما يشغل منصب إمام وخطيب جامع الملك سعود بمكة المكرمة، ورئيس تحرير مجلة (مكة) الصادرة عن مشروع تعظيم البلد الحرام،
وقد افتتح اللقاء العلمي بآيات بينات من الذكر الحكيم، وكلمة ألقاها السيد رئيس المجلس العلمي بين فيها قيمة المحاضرة ومناسبتها، كما ألقى السيد عبد الحميد الرازي عن جريدة المحجة كلمة بين فيها سياق المحاضرة و قدم فيها الشكر للمجلس العلمي على هذا التعاون العلمي المثمر
وقد تناول الدكتور المحاضر نقطتين كبيرتين:
> النقطة الأولى تتعلق بمفهوم الهداية وأنواعها في القرآن الكريم، وهي هداية التوفيق وهداية الدلالة والإرشاد ، ومصادرها فالله جل جلاله نسب الهداية في كتابه تارة لنفسه، وتارة لكتابه، وتارة لنبيه ورسوله ، وتارة للمكان (بيته الحرام).
فقال تعالى في شأن الهداية التي اختص بها جل جلاله : {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}، وقال سبحانه في شأن الهداية التي جعلها في كتابه: {ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}، وقال سبحانه،: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، أما الهداية التي جعلها لنبيه فتدخل في وظيفة الأنبياء وهي وظيفة هداية العباد وإرشادهم إلى الحق وعبادة الله تعالى فقال جل وعلا: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، فقال عز وجل في شأن هداية بيته : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين}.
> النقطة الثانية وتتعلق خصائص البيت الحرام وواجب المسلمين نحوه: إذ بعد التأصيل انتقل المحاضر إلى عرض خصائص بيت الله الحرام وما تقتضيه هذه الخصائص من فقه وإدراك عميق لمقاصدها في إصلاح تصورات المسلمين وسلوكاتهم تجاه البيت الحرام بتعظيم حرماته وتقديسه، وبذل الجهد اللازم ليكون المسلم خادما لهذا البيت أينما وجد، وأن تتجلى فيه صفاته، ومن هذه الخصائص أن الله جل وعلا جعله:
- مثابة وأمنا : قال تعالى : {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} فلابد أن يثوب المسلمون إليه ويرجعوا، ويشعروا فيه بالأمن وأن يتخلقوا بهذا الخلق في أحوالهم العامة والخاصة.
- قياما للناس: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس}، أي قواما لحياتهم كما جعل الله تعالى المال قوام الدنيا، فدل ذلك على وجوب حفظه وصيانته وخدمته لأنه قوام الدين.
- هدى للعالمين : فالبيت الحرام جعله الله قبلة للمسلمين يهتدوا إليه في كل صلواتهم ويجتمعوا حوله وفي هذا مقصد عظيم من الدين أن يوحد المسلمون قبلتهم في كل شيء
- بركة وخير للناس: قال تعالى : {سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه آياتنا”، فبركة هذا البيت عامة للمسلمين وشاملة تعم جميع أنواع الخير.
وفي ختام المحاضرة أكد الأستاذ الوزاني البرداعي الكاتب العام للمجلس العلمي لفاس على أهمية ما جاء في المحاضرة من معان تربوية تعزز قيمة الإيمان وتدفع المسلمين إلى الاعتزاز برموزهم الدينية.