بِنَبْضِ القلب – يا أزهار أمتنا


أستسمح كل أزهار الربيع العربي التي احترقت لتشعل لهيب الثورة في جمهوريات عَربِسْتان، وأستسمح كل الذين قضوا شهورا في العراء صامدين رابضين حتى رحل الطغاة… لكنني جد حزين لما آلت إليه الأوضاع بعد أن خمد صوت الظلم، فالسلاح لازال منتشرا في ربوع ليبيا، والبلطجة لازالت سيدة الميدان في مصر وآخر ضحاياها أزيد من سبعين قتيلا ومائة جريح عقب مباراة في كرة القدم، وليست تونس بأحسن حالا من شقيقتيها… فهل لا زال أذناب النظام يتحركون لزرع الفتنة؟!… أم أن الشعوب العربية لم تتعلم بعد فن صناعة الحياة؟… هل نحن فعلا شعوب تنفعل ولا تفعل؟.. نعم لقد فجر الشباب الثورة، وأيقظوا الحلم الجميل في دواخلنا، لكن لماذا التسرع في قطف الثمار قبل استكمال كل الترتيبات المصاحبة لهذا التحول التاريخي، وبناء دولة المؤسسات التي من شأنها طمس كل معالم دولة الفرد الواحد… أيها الشباب الرائع الذي صنع بعون الله فخر هذه الأمة، ستكون أروع لو أنك أكملت المهمة بوقوفك إلى جانب الشرفاء لإعادة ترميم وجه الوطن المشروخ، ونثرت أزهار ربيعك في صحاري هذا السديم الآسن بالحكمة والتروي… فلا خير في أمة ربيعها خريف… ولا خير في شباب نفسه قصير.

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>