عودة الإيديولوجية الإعلامية : رمضان أمريكي سعيد


 

مشاكل المسلمين تصاعدت بشكل كبير في كل أنحاء العالم وبلورت بذلك المبدأ القائل : “القوة حق” بدل المبدأ المتعارف عليه : “الحق قوة”. إذن هذه هي أبشع صورة خططت لها عقول الصهيونية العالمية ضد الإنسانية عموماً والعرب والمسلمين خصوصاً. لأن الحروب عمت كل شبر في العالم العربي. والشتات والتدمير هو المراد لأمتنا..

إن الإعلام العربي بجميع مقوماته، يجب أن يكون بالدرجة الأولى مجالاً خصباً لتنشئة مقومات الرجولة والعزة والكرامة، في الإنسان العربي المسلم. كما يجب أن يكون حيزاً ممنعاً وحصيناً للدفاع عن الأعراض والشرف العربي وبالتالي مدخلاً من مجموع مداخل تحقق العبودية الحقة لله عز وجل..

وأخطر ما في المسألة هو عندما يترك الإعلام العربي هموم الأمة الإسلامية ويتفرغ لتخذير عقول هاته الأمة بنقله للسهرات الخليعة والمسلسلاتالماجنة.. في الوقت ذاته تدك قنابل الغدر الصهيوني أرض العراق وفلسطين دكاً. معززاً موقفه (الإعلام العربي طبعاً) بنهجه للحداثة والإنفتاح مختصراً  بذلك ملايين السنوات ومساهماً في توسيع حالة الشرخ الحاصل بيننا، وبين ما ضينا.

هل فعلا إعلامنا العربي مخذر لضمائر الأمة ومغتال لنفوسها، وهل  إعلامنا يختزل كل قضايانا في جسد المرأة. وهنا صدق من قال : >اللهم لا تُعجرم نساءنا”. وبالفعل ليلة سقوط بغداد كانت الأمة العربية من المحيط إلى الخليج قد توحدت لتشاهد الخلافة والمجون عبر فضائيات تحمل دعوة صريحة للبغاء ونوع من الإعلان الحقيقي عن موت ضمير الأمة العربية بالسكتة ..

كم أتحسر يوميا على الفرق الكبير بين الإعلام الذي يساهم في إذكاء عزم الأمة وبين إعلام يرميها ناحية المتاهة والهلاك. بين الإعلام المنضبط البناء وبين إعلام أجوف مدمر..

كان الأحق بالإعلام العربي أن يكون مر آة للأمةالإسلامية كان الأجدر به أن يكون حقا عاكساً، لهمومها وانشغالاتها وبلسماً لجروحها وآلامها..

إن التدخل الأمريكي الصهيوني في إعلامنا ومحورته بشكل واضح يبعث إلى الحيرة واتخاذ الحيطة والحذر وإعادة الحساب. فكيف يعقل تدخل المقص الرقابي الأمريكي دائماً لقطع بعض الإنتاجات والأعمال من التلفزات العربية بدعوى الإساءة للقيم الإنسانية والحضارية وفيها معاداة للسامية ومنها نذكر على سبيل المثال لا الحصر مسلسلي : “الطريق إلى كابل” و”فارس بلا جواد”. وبالمقابل تدعم في الخفاء قنوات موجهة لتضليل الرأي العام العربي والتشويش عليه. ومنها القنوات التي توجد على أرضها، زد على هذا الدعم المادي والمعنوي لوزارات الإعلام العربية بل تعدتها إلى حد توجيهها توجيهاً ممنهجاً وفرض نوع من الشروط عليها وتقييدها بها. وكأنها تقول بلسان حالها : “موتوا غيظاً أيها العرب فهاته أمريكا تنتقي وتختار لكم برامجكم” وسيأتي اليوم الذي سيصبح فيه الناس يترقبون بشغف قدوم رمضان مباركين بعضهم : “رمضان أمريكي سعيد” وهذا ما نخشاه بالفعل لأن وبطبيعة الحال دوام الحال من المحال. ولأن زمن الصحوة قادم لا محالة..؟!؟

أنوار لكحل

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>