العيد من أجمل المناسبات للم الشمل والفرح…!
ينتظر الوالدان بشوق غامر أبناءهما وأحفادهما…
يرتبان كل التفاصيل للاحتفال بالعيد في أحسن الأجواء وإسعاد الأبناء…
يتبادلان النظرات الحيرى المتسائلة وهما يجالسان فلذات كبديْهما…
جلسات باردة بلا حميمية.. يتكلمان.. يسألان.. الصمت سيد الموقف.. أحيانا يتلقيان جوابا بإيماءات رأس باردة أو بكلمات مقتضبة دون النظر إليهما… يكتمان الحسرة والألم…
أسر الأب إلى الأم بعينين دامعتين:
ـ افتقدنا أبناءنا.. وكأننا نتحدث مع تماثيل جامدة..!
تضاحكت وهي تغالب دمعها:
ـ الحمد لله أننا نراهم بيننا بعد غياب طويل…!
غمغم بأسى:
ـ لا ينظرون إلينا.. لا يتبادلون الحوار معنا.. لا يعيروننا اهتماما.. لا يسمعوننا.. آذانهم مغلقة بالسماعات.. كل واحد منهم يمسك بهاتفه مستغرقا في الإبحار في عالم آخر… حتى أحفادنا.. كم أحن إلى لعبهم وجلبتهم في البيت، إلى جلوسهم في حضني.. إلى كلماتهم البريئة…!
غلبها دمعها وهي تتبسّم:
ـ يا رجل هذا عصر آخر.. وما علينا سوى مجاراتهم!
قرر أن يفتح معهم الحوار مرة أخرى.. توجه إليهم:
ـ أرجوكم ـ أحبتي ـ امنحونا وقتا واهتماما بعيدا عن هذه الأجهزة…!
انتظر طويلا ردات فعلهم… لكنهم كانوا أمامه غائبين تماما في عالم آخر…!
ذة. نبيلة عزوزي