من مقاصد الصيام في الإسلام


قال في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» متفق عليه.
جميع الطاعات لله، فلماذا خص الصيام بهذا النعت؟ قيل: لأنه لم يعبد أحدا غير الله به، فلم يعظم الكفار معبودا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود وغير ذلك.
وقال سفيان بن عيينة: “إن العبد يؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم، فيتحمل الله تعالى ما بقي عليه من المظالم، ويدخله الجنة. فهذا معنى «إلا الصوم فإنه لي» فلا أحد يأخذه”.
وقيل معناه: إن الصوم عبادة خالصة لي لا يستولي عليه الرياء، كسائر الأعمال التي يطلع عليها الخلق، فلا يؤمن معها الشرك.
قوله: «وأنا أجزي به»، وهذا الجزاء لا يحصل للذي لم تتغير عادته إلا في مقدار أكله وشربه، إذ المقصود من الصوم كسر الشهوتين، لأن أبرز مظاهر البهيمية هي الأكل والشرب والشهوة، فشرع الصيام عن هذه الأشياء، ليكون رمضان موسما روحيا يشبه فيه الإنسان بعالم الملائكة الأطهار.
وفي الحديث: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (رواه البخاري). فليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوة، وتطويع النفس الأمارة بالسوء للنفس المطمئنة، فإن لم يحصل ذلك «فليس لله حاجة في أن يدع طعامه» وهو مجاز عن عدم القبول.

ذ. عبد الحميد صدوق

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>