ما يقوله من أيس من حياته


عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي وهو مستند إلي يقول: «اللهم اغفر لي و ارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى» متفق عليه.
إذا يئس العبد من حياته وأشرف على مماته ينبغي أن يستحضر هوان الدنيا وقصر عمرها لينقطع ركون قلبه إليها، ويحرك شوقه إلى لقاء سيده وحبيبه ومولاه، إذ اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب للظفر برئيته والتنعم بالنظر في وجهه الكريم، والشوق إلى لقاء الأحبة محمد وصحبه في الملأ الأعلى عند رب العالمين لهو الأمل الأعضم والنعيم الأكبر عند المؤمنين.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: قوله: «الرفيق الأعلى» إنه الذي دل عليه قوله تعالى: فأولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديعين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (النساء: 69).
وقال الشيخ النووي: “الصحيح الذي عليه الجمهور أن المراد بالرفيق الأعلى الأنبياء الساكنون في أعلى عليين، ولفظة رفيق تطلق على الواحد والجمع. وقيل: هو الله تعالى يقال الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة فهو فعيل بمعنى فاعل”. (شرح النووي ج 15 ص 192).
وعنها قالت: “رأيت النبي وهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، ويدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: «اللهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت»” (رواه الترمذي). والحديث فيه بن سرجس قالوا عنه: مستور، وقيل: ضعيف قوله: «غمرات الموت» قال في القاموس: غمرة الشيء شدته.
و «سكرات الموت» قال سراج أحمد رحمه الله تعالى: “هو عطف بيان لما قبله والظاهر أن يراد بالأولى الشدة، وبالأخرى ما يترتب عليها من الدهشة والحيرة الموجبة للغفلة”. (تحفة الأحوذي ج 4 ص 42).
ذ. عبد الحميد صدوق

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>