وصلا ليلا بعد سفر طويل.. تبدد تعبهما بعد لقاء ابنهما في المحطة.. استقبلتهما كنتهما متثائبة: “أَأُهيئ لكما العَشاء أم تنامان خفيفيْن أحسن ! ”
انتظرا العَشاء طويلا.. نامت الكنّة الشابة.. توجها نحو المطبخ، فوجداه مقفلا بالمفتاح..
قال الشيخ لزوجته: “لا بأس.. سأخرج لأقتني أكلا”، فتح باب البيت، لكنه وجد باب العمارة مقفلا…
فجأة، سقطت الأم مغميا عليها.. هبّ يطرق باب غرفة ابنه ويصيح فزِعا: “أين السكر؟! أين مفتاح المطبخ؟! “.
همست كنته متأففة: “وهل ستأكلان بعد منتصف الليل؟! المطبخ أقفله لئلا يدخله صغيرَيَّ.. “.
هرع خارج البيت.. طرق باب جيران.. “أرجوكم سكر وماء! ” قال بصوت مرتعش…
هرول الجار نحو سيارته.. حمل المريضة إلى المستشفى..
استيقظت الكنّة في الصباح تؤنب زوجها مستهزئة: “والداك طفلان مُدلَّلان.. أيعقل أن يوقظني والدك ليلا؟! ولماذا؟! من أجل مفتاح المطبخ.. لم أكن أعلم أنهما أكولان إلى هذه الدرجة !”.
كظم الزوج غيظه.. توجه نحو غرفة أبويه الضيفين.. استغرب حين لم يجدهما.. استغرب أكثر حين وجد حقيبتهما وهاتف أبيه وكل أغراضهما…
هرول نحو الباب حين رن الجرس وهو يتمتم: “أمي .. أبي.. أين كنتما؟! “.
فوجئ بجارته تقول له: “اتصل بي زوجي الآن.. لقد أخذ أمك إلى المستشفى ليلا حين أغمي عليها.. أمك في العناية المركزة بعد هبوط مستوى السكر في دمها، لأنها لم تأكل بعد أخذها حقنة الأنسولين.. الحمد لله، تم إسعافها وبدأت تستعيد وعيها.. أبوك يريد حافظة نقوده حيث بطاقته الوطنية وحقيبة أمك…! “.
ذة. نبيلة عزوزي