بنبض القلب – لغة القلوب (1)


هذه اللغة التي ما انفكت تأسرنا ببلاغتها ورونقها، والتي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لتكون وعاء لرسالته الخاتمة والتي لم ولن تستطيع معاجم اللغة أن تحيط بكل أسرارها، ستكون نبض قلوبنا لحلقات متعددة من النظر والتدبر، من خلال معالجتنا لخطابات المبدعين، والشعراء القدامى والمحدثين، مع وقفة خاصة لملامسة جمالية الخطاب القرآني، وكذا الحديث النبوي الشريف ومدى تأثيرهما على قلوب المؤمنين وسلوكياتهم الحضارية،..
فمهما ارتقت اللغة -أي لغة- في سلم العالمية والبحث العلمي، فلن تستطيع أن تغير سلوك الإنسان إن لم تلامس شغاف روحه وقلبه، لأن لغة المختبرات تبقى وسيلة من وسائل البحث العلمي ليس إلا… أما التأثير الوجداني-الروحي الذي يزرع الأمل في النفوس ويجعلها متوقدة ومنجذبة للخير والعمل الصالح لأجل الناس، فهو الذي تمارسه اللغة على القلب كإمتاع (من المتعة) في بداية الأمر لينتقل إلى إقناع ثم إلى سلوك ينعكس سلبا أو إيجابا على الحضارة الإنسانية…
إن عشقنا للغة الضاد لم ينبع من فراغ أو تعصب قومي وإنما من علاقة وجدانية روحية عندما بلغة اختارها الحق سبحانه لتكون حاضنة لكتابه المبين وسنة نبيه الكريم، بحيث لم تعد لغة الصراع القبلي والهراش العشائري، وبسمو اللغة العربية سمت النفوس العربية وسمت معها نفوس كل المسلمين في الدنيا وأصبحت لينة كالحرير تفرح لفرح المؤمنين، وتقرح لقرحه…

ذ: أحمد الأشهب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>