الروهينجيا مسلمون بلا هوية


انتشر الإسلام في كل بقاع المعمورة، حتى وصل عدد المسلمين، إلى مليارين ونصف المليار مسلم، وتشكلت هيئات ومنظمات كثيرة، جميعها تدعي الدفاع عن حقوق المسلمين، ولكن ما يحير في الأمر، هو ما تعرض له مسلمو ميانمار، حينها تكممت أفواه، وأخرست الأصوات لكل المدعين والقائمين، على منظمات الأمم المتحدة، والتعاون الإسلامي، وحقوق الإنسان، وأنهم لا يملكون سوى كلمة «استنكار»؟
ميانمار هي إحدى دول جنوب شرقي آسيا انفصلت عن الهند في 1 ابريل 1937 نتيجة اقتراع بشأن بقائها مع مستعمرة الهند أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، ثم نالت استقلالها عن الاستعمار البريطاني سنة 1948، تحد ميانمار من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبنجلاديش من الشمال الغربي، وتشترك حدود ميانمار مع كل من لاوس وتايلاند، أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج بنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من ميانمار نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ،ويقدر سكان ميانمار حسب تقدير 1988م حوالي40 مليونا .
وصل الإسلام لها في عهد هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب، وقد حكمها أكثر من 48 حاكما مسلما على التوالي. إذن هي منطقة ذات أصول إسلامية ولقرون عدة .
تعرضت في عام 1784 للاحتلال البوذي خوفا من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد، حيث دمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمر البوذيون الميانماريون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ على ذلك.
تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى عام 1942م من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمدادات من قِبَل إخوانهم البوذيين الميانماريين والمستعمرون وغيرهم والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، منذ ذلك الوقت يعاني المسلمين هناك أشد أنواع الظلم والاضطهاد من قتل وتهجير وتشريد وتضييق اقتصادي وثقافي ومصادرة أراضيهم وبتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية لطمس الهوية والآثار الإسلامية، ولم نشاهد منظمات أو هيئات دولية تفعل شيئا فهي نائمة في العسل، وكل قوتها كلمة استنكار، على رأس سطر لا يغني من جوع!
الرئيس الميانماري يصرح: بأن الحل الوحيد المتاح لأفراد أقلية «الروهنغيا» المسلمة غير المعترف بها، يقضي بتجميعهم في معسكرات لاجئين، أو طردهم من البلاد.
هكذا هُم المسلمون في ميانمار أصبحوا بلا هوية، أو وطن يحميهم، ذنبهم الوحيد أنهم مسلمون فلم نلاحظ تدخلا أو تحركا لوضع حد لهذا الظلم ، الذي يتعرض له إقليم (أراكان) المسلم للمطالبة بحقوقهم في تقرير المصير، ووقف هذه المجازر.
< وكالة أنباء أراكان ANA
ذ. مازن العصمي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>