متى دخل الإسلام إلى بورما؟
يعود دخول الإسلام في بورما عن طريق إقليم “أراكان” بواسطه التجار العرب في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، يقول المؤرخ الشهير “أر. بي. اسمارت” صاحب كتاب” Burma Gazetteer”: كان للتجار العرب صلة وثيقة مع أهل أراكان منذ قبل 788م، وكانوا قاموا في ذاك الوقت بتعريف الإسلام أمامهم بأسرع ما يمكن، وكانت ميناء جزيرة رحمبري في جنوب أراكان اسما مألوفا لدى البحارة العرب في الصدر الأول.
أول ظهور للاضطهاد الديني وقعت في عهد الملك باينوانغ 1550-1589 م، فبعد أن استولى على باغو في 1559 حظر ممارسة الذبح الحلال للمسلمين، وسبب ذلك هو التعصب الديني، وأجبر بعض الرعايا للاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية مما يجبرهم لتغيير دينهم بالقوة، ومنع أيضا عيد الأضحى وذبح الأضاحي من الماشية، وقد منع أيضا الملك الاينجبايا الأكل الحلال في القرن الثامن عشر.
وفي عهد الملك بوداوبايا (1782-1819) قبض على أربعة أشهر أئمة ميانمار المسلمين في مييدو وقتلهم في العاصمة أفا بعد رفضهم أكل لحم الخنزير، ووفقا لأقوال مسلمي مييدو وبورما فقد مرت على البلاد سبعة أيام مظلمة بعد إعدام الأئمة مما أجبر الملك على الاعتذار وأصدر مرسوما باعتبارهم أولياء صالحين.
كيف تعيش «الروهينجا» الآن ؟
استمرت معاناة مسلمي «الروهينجا» حتى الأعوام الأخيرة، فبعد محاولات بنجلاديش لإعادتهم إلى بورما، تم سن قانون الجنسية لسنة 1982 والذي لم يعترف بالروهينجا كإحدى القوميات المعترف بها في بورما، ومن ثم فإنه يتم التعامل معهم باعتبارهم بلا جنسية، بل واتهامهم بأنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش، الأمر الذي يسلبهم كافة حقوقهم ويجعلهم عرضة لكثير من الانتهاكات.
تكررت الهجمة في 1991، حيث تم تشريد حوالي ربع مليون مسلم من الروهينجا نحو بنجلاديش، التي كررت أيضًا معاملتاهم في نهاية السبعينات، الأمر الذي أجبر 50 ألفًا للرجوع مرة أخرى لبورما بين عامي 1992 و1993، في عام 1994 تكررت نفس عملية التهجير القسري، حيث تم تهجير قرابة 110 ألاف مسلم من القارِّين وغيرهم إلى تايلاند.
في عام 1997، سرت شائعة أن رجلًا مسلمًا اغتصب فتاة بوذية، الأمر الذي أقام موجة من أعمال الشغب ضد المسلمين، فقد قاد كهنة بوذيون جماعات شغب تقدر بحوالي 1500 فرد ضد المساجد في البداية ثم المحلات وممتلكات المسلمين، وخربوا فيها وحرقوا كتبًا دينية، وقد أدت الأحداث لمقتل حوالي 3 أشخاص واعتقال 100 كاهن، بالرغم من أنه قد تم إثبات أن الشائعة لم تكن صحيحة، فإنه يُعتقد أن الحكومة قد قامت بهذا الأمر من أجل صرف النظر عن تحطم تمثال أثري لبوذا يعتقد أن الحكومة قد كسرته كي تبحث عن جوهرة ثمينة بداخله.
وبحسب التقديرات الرسمية لسنة 2012 يوجد 800,000 روهينجي يقدر عددهم حاليًا بنحو 1.1 مليون شخص يعيشون في ظل ظروف تمييز عنصري، حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع البوذيين من عرق الراخين في عام 2012 مما أسفر عن تشريد 140 ألفا معظمهم من الروهينجا، ليفر العديد منهم ليستقر بهم الحال كلاجئين في مخيمات بنغلاديش المجاورة وعدة مناطق داخل تايلاند على الحدود مع بورما.
ومازلت قضية الروهنجيا التي أثارت غضب العالم في أغلب الأوقات، عالقة دون حل، وتتدهور يومًا عن الآخر؛ حيث تعاني الأقلية المسلمة، وفي الأيام القليلة الماضية، عثرت السلطات الماليزية، على بقايا جثامين تم تعذيبها في مخيمات المهربين المهجورة، إضافة إلى اكتشاف أقفاص خشبية وسلاسل معدنية بالقرب من المقابر، ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، التي أوضحت أن مخيمات الغابة التي استخدمها تجار البشر تحتوي على 139 مقبرة في 28 موقعًا منفصلًا، فضلًا عن أسلاك شائكة تستخدم لسجن مسلمي الروهينجا من بورما والمهاجرين من بنجلاديش.
وفي عام 2014 وضعت حكومة بورما قانونًا غريبًا يجعل أبناء أقلية الروهينجا أمام خيار صعب: إما قبول إعادة التصنيف العرقي مع احتمال منحهم الجنسية أو الزج بهم في السجون، وتقترح الخطة التي أثارت جدلًا واسعًا في هذه الفترة أن تقيم سلطات الراخين “مخيمات مؤقتة بالأعداد المطلوبة لمن يرفضون تسجيل أسمائهم أو من لا يملكون الوثائق الملائمة، وفقد الكثيرون من الروهينجا وثائقهم في أعمال العنف أو رفضوا في السابق تسجيلهم على أنهم من البنغال، فيما التزمت الحكومة بموجب الخطة الجديدة مؤكدة أن تصنيف الروهينجيا يوحي بأنهم مهاجرون غير شرعيين من دولة مجاورة.