….أعرف أن حبك الشيء قد يعمي ويصم ولم أكن أعرف أنه قد يقتل ويميت ويخلف كوارث وأحقاد محن تفرق الأمة وتضرب بعضها ببعض وتضعف شوكتها وتذلها بين الامم … وأنا هاهنا لا أتحدث عن الحب العاطفي البريء وإنما أتحدث عن الحب الطائفي البغيض الذي يتولى كبره ملالي الشيعة في إيران وحبهم وصبابتهم لنظام بشار الأسد السفاح الذي يذيق شعبه من العذاب ألوانا، محاولة منهم لاسترجاع مجد غابر قام على عبادة النار والأوثان واستعباد البشر حتى جاء الإسلام فخلص العالمين من شرورهم وطهر الأرض من رجسهم، حبهم لهذا النظام الآثم كلفهم عشرات من قادة جيوشهم وخيرة شبابهم، ونفس الخسائر بل أكثر في صفوف أذرعهم الارهابية في المنطقة، حزب الله وعصائب الحق وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي لا تمثل سوى «صولة الأسد» كما قال شاعر الاندلس.
أتحدث يا سادة عن حب الكراسي والمناصب الزائفة ولو على جثث الآلاف من البشر بدافع من التعصب الأعمى لطاغية كان يعد ليكون طبيب عيون فإذا به يتحول إلى فاقئ عيون شعبه يذيقه الويلات والموت الزؤام كل يوم يذبح طائفة منهم ويهجر طائفة أخرى يكون نصفها لقمة سائغة لحيتان البحر ونصفها الآخر عرضة للهوان والامتهان على الحدود الأوروبية أو في مخيمات الإخوة أغطيتم السماء والبرد الساقع وفراشهم الأديم ومستنقعات المجاري…
أتحدث يا سادة عن وطن مستباح لكل من دب وهب من جواسيس وإرهابيين وشداد آفاق، آخرهم الدب الروسي الماكر دخل هو الآخر يعربد في سماء وأرض كانت يوما أرض خلافة وعزة وكرامة تأبى أن يطأ أديمها الطاهر النقي أي فاسق أو كفار أثيم … دخل الدب الروسي تحت ذريعة مطاردة الإرهاب الذي أسقط إحدى طائراته المدنية في صحراء سيناء، فإذا به يضرب ما بقي من القرى والبلدات الآمنة التي تسيطر عليها قوات المقاومة السورية الحقيقية، وقد نسي أو تناسى من جاء من أجل ضربهم. وبديلا عنهم صب جام غضبه على من بقي من أطفال ونساء سوريا الأحرار ممن لم يجدوا ما يحملهم فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع والحسرة… صب -هذا الكذاب الأشر- أيضا غضبه على القرى التركمانية الآمنة وهو يعلم علم اليقين ألا وجود للذين جاء من أجل ضربهم، فواجهته الصواريخ التركية وأسقطت إحدى طائراته بعد إنذارها عدة مرات لاختراقها حدود تركيا، طبعا قامت الدنيا ولم تقعد بعد وأزبد بوتين وأرعد ثم هدد وندد … فانطلقت أبواق الغربان والمنافقين من سحرة فرعون في الإعلام المصري والإماراتي لينظموا إلى المجموعة بالزعاق والضجيج والتأييد وقد استهبلوها فرصة للنيل من الشرفاء في الحكومة التركية وعلى رأسهم الرئيس أردوغان لا لشيء إلا أنه افسد عليهم عرسهم واستبدادهم واحتقارهم لشعوبهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد، وانتصر للمقهورين والضعفاء … انضم إذن الدب الروسي إلى جوقة المدافعين عن السفاح السوري متيمين في حبه ومسترخصين من أجل ذلك الغالي والنفيس من أرواح أبنائهم ومستقبل أجيالهم … فاكتمل عدد جميع المنافقين وابتدأت «الزفة».
فصدق فيهم قوله تعالى تشابهت قلوبهم … وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي