بنبض القلب – نبض ملك ونبض شعب


في أي عصر وفي أي مَصْر، تبرز قضية الصراع بين الهوية والاستلاب.
ونحن نتابع الخطاب الذي وجهه عاهل البلاد، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، شعرنا بمدى الجهد الذي يبذله هذا الملك من أجل استقرار الوطن، وضعنا أيدينا على قلوبنا وتحسسنا نبضنا عشرات المرات، وفي كل مرة كنا نلهج بالدعاء «الله يحفظ أمير المؤمنين». على مدى ستة عشر سنة من اعتلائه عرش المملكة لم يعرف طعم الراحة ولا طعم السكينة، كان يعلم أن الإرث ثقيل، وأن المرحلة العصيبة التي يمر منها العالم بأسره لا يجب أن تترك أثرا سلبيا على شعبه، لذا لم يتردد لحظة في إعلان الإصلاحات الدستورية، والاستجابة لنبض الشارع، وما حققه الاقتصاد المغربي من صمود في وجه العواصف الاقتصادية التي هزت أوربا، والعالم يعتبر بحق نموذجا استحق التنويه من قبل كبريات المراكز الاقتصادية العالمية، إن الرهان الكبير الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا هو الاستقرار الأمني، لأنه لا تقدم ولا ازدهار يرجى في ظل الفوضى والاضطرابات، والذي يريد لهذا البلد أن يستمر في العطاء، عليه أن يزرع ثقافة الأمن، وينبذ ثقافة العنف، قد نختلف في نظرتنا للمشاكل، ونظرتنا للحلول، وذلك شيء طبيعي يقع في كل المجتمعات، لكن الاختلاف لا يجب أن يؤثر على تماسك وحدتنا، وحبنا لبعضنا البعض، هذا الحب الذي يجب أن يؤطر كل علاقاتنا وكل سياساتنا تجاه الوطن، فإذا كان المرض لم يمنع ملك البلاد من السفر إلى الهند وفتح أوراش جديدة للاقتصاد المغربي، ولم يمنعه من التواصل مع أبناء شعبه في أقاليمنا الصحراوية، وإعطاء درس بليغ لأعداء وحدتنا الترابية، وذلك بإطلاق مشاريع تنموية رائدة في صحرائنا الحبيبة، وحتى وهو يخضع للعلاج ظل قلبه يخفق بالحب لهذا البلد الأمين، فعلينا أن نبادله حبا بحب ونبضا بنبض.
حفظ الله هذا البلد وسائر بلاد المسلمين، وأنعم الله على ملكه وشعبه بالأمن والسلامة والإسلام إنه سميع مجيب.