مجرد رأي – «مالخيمة مشى مايل»


…يبدو أن قائد الانقلاب في مصر خرج هذه المرة من مولد ألمانيا بغير حمص بعدما دخلها خائفا يترقب في «زفة» من الفنانين والفنانات والإعلاميين والإعلاميات المطبلين منهم والمطبلات جزاء لهم على وقوفهم معه منذ الانقلاب الآثم على الشرعية . ملامح فشل هذه الزيارة كانت ظاهرة حتى قبل مغادرته للقاهرة ولذلك قد يصدق في حقه المثل المغربي المعروف (مالخيمة مشى مايل).. ومن هذه الملامح أذكر ما يلي:
1 – رفض رئيس البرلمان الألماني استقباله تعبيرا عن موقف مشرف رافض لاستقبال ديكتاتور يسيم المعارضين في بلاده سوء العذاب والتنكيل، يقتل طائفة منهم و يسوق طائفة إلى المشانق بأحكام سخيفة وتهم مطبوخة.
2 – المستشارة العجوز (ميركل) كانت قد وضعت شرطا لاستقبال قائد الانقلاب ولكنها حنثت… ليتبين فيما بعد أن أموال شركة (سييمنس) العملاقة كان لها مفعولها السحري على المرأة التي عرفت بصلابة مواقفها إلى حدود تلك الزيارة المشؤومة … بل لعلها تفطنت وأحست بشؤم الزيارة عندما توقف المصعد الذي كان يحملها مع ضيفها «الثقيل» و بدأت تتصبب عرقا و تتعجب لأمر مصعد يتوقف لأول مرة والألمان هم أول مخترعيه و تفوقهم في التكنولوجيا لا يضاهيهم فيها كثير من العالمين.
3 – جل أسئلة الصحافيين وعناوين الصحف الألمانية – حتى قبل الزيارة – كانت تدور حول خرق مبادئ حقوق الإنسان في مصر وعن التنكيل بالمعارضين وعن فساد المنظومة القضائية وما أفرزته من أحكام بالإعدام بالجملة وآخرها حكم الإعدام بحق الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي.
4 – أبرز عناوين الصحف الألمانية المعروفة قبل وخلال الزيارة جاءت كما يلي: «ضيف غير مرغوب فيه»… «هو الأزمة شخصيا»…»الجنرال الدموي»…»وصمة سيسي»
5 – أما الصفعة الكبرى أو «ثالثة الأثافي» – كما يقول العرب – فنزلت كالصاعقة من قبل طالبة مصرية شابة تدرس الطب بألمانيا اسمها (فجر العادلي) وهو بالمناسبة يحمل فألا حسنا باقتراب فجر الأزمة المصرية والعالم الإسلامي قاطبة… استطاعت هذه الطالبة أن تدخل قاعة المؤتمر الصحفي- ممثلة لإحدى الإذاعات المحلية- وتحرج المستشارة ميركل وتصرخ في وجه قائد الانقلاب وتسمعه ما كان يخاف ويحاذر… صرخت بأعلى صوتها في وجهه وهي ترفع إشارة رابعة : «يا قاتل… يا مجرم … يا فاشي» قبل أن يخرجها رجال الأمن من القاعة… ما قامت به هذه الطالبة الشريفة الصادقة ذكر ملايين المشاهدين بما فعله الصحفي العراقي الشجاع (منتظر الزايدي) عندما ضرب الرئيس بوش بحذائه ذات غزو أمريكي للعراق…
فلا نامت أعين الجبناء.

ذ: عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>