القرآن والتوازن النفسي للشباب


قد لا تحتاج أهمية طرح هذا الموضوع وإبراز إلحاحه ومصيريته إلى مزيد بيان، في عالم تأكدت فيه لعقلاء الناس حقيقة إفلاس مجمل ما عرض فيه من مذاهب وأفكار، وأضحى جليا في النفوس والأذهان، أن لا خلاص للبشرية، وفي طليعتها الشباب، مما يداهمها من مشاكل، ويخترقها من أزمات، يتصدرها القلق النفسي الذي يعتصر الأفئدة ويخنق الأنفاس، إلا في ظلال القرآن، وما يتضمنه من علاج وشفاء، وسنتناول نقطتين آساسيتين هما : مقومات التوازن النفسي وشروطه من خلال القرآن الكريم، فكيف ذلك؟
أولا : مقومات التوازن النفسي للشباب في القرآن:
أ- المقوم العقدي:
يتمثل هذا المقوم فيما يتضمنه القرآن الكريم من أركان التصور العقدي المرتبطة بتوحيد الألوهية والربوبية وما تعرضه آياته البينات من صفات الله العلا وأسمائه الحسنى،عرضا نابضا متدفقا بالحياة، تتحرك له النفوس، وتقشعر له الأبدان، بسبب ما يحفل به من حقائق الغيب، ودلائل القدرة وبدائع الصنع، ومن ترغيب وترهيب ووعد ووعيد، وسوق لمشاهد الجنة وأهل النعيم، وأهوال النار وأهل الجحيم، ومن عرض لبلاء الأنبياء والمرسلين الداعين إلى الله جل جلاله، وما حققوه من نجاح في مضمار الإصلاح وبناء صرح الحياة، وتجسيد الرقي الإنساني في أسمى صوره وأعلى مراتبه.
إن من شأن هذا المقوم العقدي القرآني، أن يمثل في نفوس الشباب، ركيزة التماسك وصمام الأمان، وأن يقدم لهم في الأوقات العصيبة البلسم للجراح. فنفوس الشباب إذا امتلأت إيمانا ويقينا في الله عز وجل، أثمر فيها ذلك راحة وسعادة وثباتا على الحق، واستعدادا للتضحية والفداء، والصبر على اللأواء، فهذه كلها تكون عربونا على حب الله جل جلاله، لأن صدق الحب رهين بالطاعة والاتباع، يقول الله عز وجل: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}(الأنعام: 82)، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}(الرعد: 28)، {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم}(التغابن: 11)
ب- المقوم التعبدي:
يستتبع المقوم العقدي في المنظور القرآني تعبير حامله عنه من خلال ممارسات تعبدية تحرك أشجان الروح وأوتار الجسد على حد سواء، في سياق من الوحدة والتناغم، مما يؤكد لدى الشباب المسلم إحساسه بالعبودية لرب العباد، الذي ينعكس على كيانه شعورا غامرا بالسعادة والاطمئنان، وبالتجذر في أعماق هذا الوجود الكوني الهادف وبانتسابه إلى عالم الخلود، الذي يتجاوز العالم الأرضي المحدود، ويجعله في منأى عن أي شعور بالعبث والقرف والغثيان، وهي كلها أحاسيس تهاجم كل من حرم نعمة الإيمان، وكان بعيدا عن واحة القرآن.
إن من شأن استجابة الشباب لنداء القرآن المتكرر في سياقات متنوعة بإقامة الصلاة والمحافظة على الصلوات بشروطها وآدابها في إطار من الخشوع والإنابة للواحد الديان أن يولد لديهم شعورا بالراحة والتطهر، فضلا عن الشعور بالانسجام مع حركة الكون الساجد لله جل جلاله، ألم يشبهها رسول الله [ بنهر دائم التدفق والانهمار، يستحم فيه المرء خمس مرات في اليوم، بما يستتبعه ذلك من نفي المياه الهادرة المتدفقة عن الجسم ما علق به من الأكدار والأدران؟ ألم يكن رسول الهداية [ يفزع إلى الصلاة كلما حزبه أمر وألمت به ضائقة في خضم الحياة ومعترك التدافع بين الحق والباطل؟ وما معنى أن يقرن [ بالراحة كلما حان وقت الصلاة المفروضة، بقوله لمؤذنه بلال ] : أرحنا بها يا بلال؟ لا غرابة أن يكون لعبادة فرضت في السماء، واعتبرت عماد دين الإسلام، ووسمت بأنها نور كما جاء في حديث النبي العدنان [، أن تكون عامل توازن وسكون، وخزان ثقة في كيان الشباب المائج بالحركة الزاخر بالعنفوان.
أما الصيام الذي وصفه [ بأنه نصف الصبر، والحال أن الصبر ضياء، فهو يمثل مدرسة لبناء الإرادة الصلبة، وفضاء روحيا رحبا للتسامي فوق مطالب الطين ولتشييد صرح الإيمان على أسس راسخة الأركان. إن الشباب وهو يركب متن أشرعة الصوم لا بد أن يبحر في أمن وأمان، ويتحرر من عوامل الخوف والقلق، والتردد والمراوحة بين صغار الهموم والأشجان. إن الرسول [ عندما قال «صوموا تصحوا» لم يقصد فقط صحة الأبدان، بل الصحة الشاملة للأرواح والأبدان على حد سواء،إذ إن الأولى هي للثانية بمثابة الربان. فإذا صلب عودها واشتدت أجنحتها، فأبشر ببلوغ السفينة بر الأمان.
وإذا أضفت إلى الصلاة والصيام اللذين يرفلان في حلل القرآن، تعهد القرآن بالتلاوة والتدبر والاستماع والإنصات، ائتمارا بأمر منزل القرآن، فاعلم أن حقول الشباب ستنبت من كل زوج بهيج، وأن أسرارا من ينبوع الحكمة الغزير ستلقي بطيلسانها على نفوسهم الوالهة فيكرمها بالرحمة والغفران، وتوشحها بوسام المحبة والرضوان.
ج- المقوم الخلقي السلوكي:
إن الإيمان الحق إذا استحكم بجماع القلب وتغلغل في أعماق النفس لا بد أن يؤتي أكله وثماره التي هي جملة الفضائل والأخلاق التي إذا لم تتحقق في نفوس من يزعمون انتسابهم لمعسكر الإيمان وزمرة المؤمنين، دل ذلك على خلل ونقص في التحقق من عنصر الإيمان، واحتاج الأمر إلى إعادة النظر والسؤال، لتصحيح الخلل، وضبط العلاقة بين المنطلق والمآل. ذلك بأن الغرض الأسمى من بعثة الرسول [، كما ورد على لسانه [، إنما هو تتميم صالح الأخلاق و مكارم الأخلاق.
إن الشباب المتشبع بنور القرآن،المقبل عليه بروح متفتحة تقوم على علاقة التلقي للتطبيق، يقف خلال أشجاره الباسقة على جنى طيب من الأخلاق العالية والقيم السامية، تتجلى على مستوى لذة التخلق بها والدعوة إليها والترغيب فيها، من التوكل واليقين، إلى الصدق والإخلاص، إلى الشجاعة والقناعة، إلى الشكر والصبر إلى العفة والوفاء، إلى التواضع والحياء، إلى الكرم والسخاء، إلى المروءة والنجدة، إلى ما سوى ذلك من عظائم الخصال التي من شأنها ترسيخا في النفوس تحقيق صلاح الأفراد والمجتمعات وجلب الأمن والاستقرار والنماء.
وإن الشباب وهو يحمل نفسه أيضا على التخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين التي اجتمعت في أبهى صورة وأكمل مثال، في الرسول الخاتم الأسوة سيدنا محمد [، الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم يكون مؤهلا للتدرج في مدارج السالكين إلى رب العالمين، يكون من ثمة جديرا بأمانة الاستخلاف، وتقديم الدليل القاطع على واقعية هذا الدين، وقابليته للتطبيق في كل وقت وحين، وعلى أن الشباب المسلم هم رسل هداية ورحمة، لا رسل نكاية ونقمة.
د- المقوم الفكري:
عماد المقوم الفكري في القرآن الكريم على ما هو مبثوث في ثناياه من قواعد منهج التفكر والتدبر،التي يتشكل منها الميزان القويم الذي توزن به الأشياء، فأعمال العلم والتفكر والتفقه والنظر والاعتبار، يعرضها القرآن الكريم ضمن نسقه الإعجازي، بأسلوبه البديع الذي تنتقل عبره بذور ولقاحات وخصائص المنهج القرآني إلى نفوس الشباب القارئ للقرآن بوعي واستشراف، وبقصد صادق لاستلهام قواعد ذلك المنهج القرآني الفريد.
إن من شأن انهماك الشباب المسلم في غمار البحث العلمي الرصين، بنية نيل وسام العلماء، الذين رفع الله قدرهم ووصفهم بأنهم أحق الناس بخشيته بقوله سبحانه وتعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. من شأن ذلك أن يورثهم شعورا عاليا بالتوازن والأمان، وأن يبعدهم عن السطحية والارتجال،الذي يسوق إلى المهالك، وأن يمنحهم الحكمة التي بمقتضاها يضعون الأمور في نصابها، ويعطون القوس باريها، وينأون عن استعجال الثمرات، الناتج عن الجهل بحسن تدبير أمر الأولويات وتقدير المآلات، ويلزمون بذلك جانب التواضع الذي يضفي عليهم رداء السكينة، ويحررهم من التخبط وسوء العاقبة والمآل. إنه بوسعنا أن نتصور مدى الأثر الإيجابي للرشد المنهجي في حياة الشباب، وفي التعامل مع تصاريفها ومشاكلها، إذا وضعناه في مقابل ما تورثه الفوضى الفكرية والانحراف المنهجي من ضيق في الأفق، واضطراب في التعامل مع الأشياء، وتعسف في إصدار الأحكام، بما يستتبعه من اصطدامات وتناقضات.
ثانيا : شروط التوازن النفسي:
أ- شرط العلم النافع:
العلم النافع في المنظور القرآني هو ذاك الذي يتعلق بحقائق الألوهية والكون والمجتمع والإنسان والمصير، العلم بالضروري من أمور الدنيا والآخرة، بما هو معرفة دقيقة وناضجة بالسنن الكونية والاجتماعية والإنسانية التي تتيح للشباب قدرة على التحليل والتعليل، واتخاذ المواقف الناضجة والسديدة في شتى الملابسات والظروف، في ضوء ما يؤدي إليه ذلك التحليل والتعليل، مع التحلي بالحيطة والتواضع، وتجنب التهور والغرور.
إن القرآن الكريم يعرض موائده الغنية الزاخرة، وكنوزه السنية الوافرة، ليغرف منها الشباب ما يشكل له زادا في معترك الحياة، وفي مسيره الخالص نحو أهدافه السامية ومثله العليا، زاده في ذلك التوكل والدعاء، ولسان حاله ومقاله قول الله تعالى: {وقل رب زدني علما}، ونصب عينيه وملء فؤاده وكيانه قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. إن مفعول العلم النافع الذي يحصل في نفوس الشباب، بالمداومة على تعاهد القرآن الكريم مدارسة وتدبرا، وتمثلا وتطبيقا، هو تزكية للقلوب وانشراح للصدور لما يمثله من ملامسة لمكامن الفطرة، واستجابة لأشواق الروح، وهو شفاء لما في الصدور، لما يمثله من أجوبة مقنعة للعقل، ومشبعة للوجدان.
ومن عناصر العلم النافع التي تشتد بها سواعد الشباب، وتقوى ثقتهم بأنفسهم استثمارهم لما يوفره القرآن الكريم من علم دقيق بأنواع النفوس، وعللها وطبائعها، فبفضل ذلك العلم يتمكن الشباب من توخي سبيل التخلق بخصال النفس اللوامة ثم المطمئنة، وقبل ذلك، من مقومات التربية والبناء، التي يجدون نماذجها الحية في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الطاهرة، وسيرته العطرة، التي هي بيان ناصع وترجمة حية ومشرقة لما يحتويه القرآن الكريم من هدي وإرشاد.
ب- شرط التكامل في التكوين:
إن رؤية القرآن الكريم في البناء والتكوين والتربية والإعداد، تقوم على استثمار القدرات والمواهب الفطرية التي حبى الله عز وجل بها الإنسان، في سياق من التضافر والتكامل، الذي يؤدي لا محالة إلى التوازن والاستواء. فالقرآن الكريم يتعهد بالصقل والتهذيب الجانب العاطفي الانفعالي تعهده للجانب العقلي، وهو في هذا الشأن لا يشغله الجانب الروحي عن الجانب الجسماني، ولا الجانب الفردي عن الجانب الاجتماعي، ولا الجانب الأخروي عن الجانب الدنيوي، فالعناصر جميعا تحضر في النموذج التربوي القرآني في تناسق وتجانس بديع، مع مراعاة الدوران حول محور الهدف الأسمى الذي هو ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، ودخول جنته ونيل رضاه.
ج- شرط الإنتاجية أو استخراج المكنونات الإبداعية:
إن مما يدعم مطلب التوازن والأمن النفسي لدى الشباب المسلم في منظور القرآن، شرط الإنتاجية واستخراج المكنونات الإبداعية، فكل إنسان ميسر لما خلق له، وإن الله سبحانه وتعالى قد أودع عباده مواهب وإمكانات متعددة ومتنوعة، إن هي استثمرت بالطرق التربوية الفعالة، كانت كفيلة بترقية الحياة، وبتحقيق الغنى والثراء، في إطار ما تحتاجه من تلاحم وانسجام.
إن هناك دعامتين أساسيتين لهذا الشرط كما هو واضح من العنوان أعلاه:
- دعامة استخراج المكنونات الإبداعية التي تقتضي حسن الفهم لميولات الشباب، ولاستعداداتهم الفكرية والأدبية والمهاراتية،وذلك قصد توظيفها المناسب والكامل في خدمة المجتمع وتلبية حاجاته، وهنا لا بد من الإشارة إلى حقيقة تربوية تكوينية نفيسة توصل إليها بعض المربين، مفادها أننا في ميدان التربية والتعليم لا يجوز أن نتحدث عن أفراد فاشلين، وإنما عن أفراد لم يحسن اكتشاف طاقاتهم، أو لم يحسن تدبيرها رغم معرفتها واكتشافها.
- دعامة الإنتاجية التي هي مباشرة ذلك التوظيف على مستوى أفراد الشباب، على اختلاف تخصصاتهم وميولاتهم وقدراتهم، وفق رؤية تكاملية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وهنا لا بد من أن نشير بأصبع الاتهام إلى المتهم الأكبر في هذا الوضع المنحط والمأزوم الذي يتجرع مرارته الشباب والمتمثل في العقم والركود، والعجز عن أن يكونوا في مستوى ما ينتظره منهم مجتمعهم من بذل وعطاء، إنها منظومة التربية والتعليم والتكوين، التي تشكو من الهزال العلمي والقيمي على حد سواء، وكلا النوعين من الهزال، مرده إلى تضييع ما يمثله القرآن الكريم من معين لا ينضب من الحقائق والأسرار،التي لو استلهمت الاستلهام القوي والرشيد، لكانت في الموقع الأعلى والأسنى، ولكان الشباب في ظلها في أحسن ما يكون: نضارة وجوه واستواء نفوس وحسن عطاء.يقول الله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}(إبراهيم: 24-27).
خاتمة
إن هناك فرصة نادرة، واحدة ووحيدة أمام المجتمعات العربية والإسلامية، أنظمة وشعوبا، وتنظيمات وهيئات، من أجل تحقيق بعثها الحق، ونهضتها الكبرى التي تحيي موات نفوس الشباب بوجه خاص، ومعهم موات الأمة جمعاء، وإخراجها مما هي فيه من تيه وعماء، لتأخذ موقعها الحضاري والإنساني من جديد، وتباشر عملها الدؤوب، من أجل صناعة الحياة ودرء ما يتربص بها من عوامل التثبيط والتعويق، إنها فرصة الارتواء بماء القرآن، والخضوع للقاحات القرآن، وفتح الأبواب أمام الشباب، ليكون في طليعة حركة تنفيذ هذه العزمة الكبرى التي تناط بها عودة الروح لجسد الأمة الواهن الكسيح، {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}، يقول الله عز وجل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.صدق الله العظيم.

د. عبد المجيد بنمسعود

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>