و مـضـــــــــة – حقيقة…


يؤرقه حال ابنته .. لا يدري ماذا حدث لها منذ أن عادت من المطار لتوديع زوجها…
تنزوي في غرفتها حزينة.. شاردة.. صامتة كأنها خرساء.. يحاول أن يخفف عنها وطأة الحزن مازحا: “ يا بنيتي لست الوحيدة التي يسافر زوجها بعد أسابيع من زواجها.. ستلحقين به ـ إن شاء الله في لمح البصر..!”
يكتم حزنه .. لا يدري كيف سيتحمّل هجرتها إلى الخارج.. يعزي نفسه في صمت: “ هذا قدر.. لم نكن نتخيل أن أجنبيا سيتزوج ابنتنا.. أكيد أن قريبي المهاجر هو الذي اقترحه علينا.. قريبي رجل مستقيم لا يمكن أن يقوم بذلك لولا تأكده من صلاح صهرنا… !”
تنتحب.. تسوء حالتها كلما حاول مواساتها…
انتظر طويلا أوراق إقامة ابنته.. حاول الاتصال هاتفيا بزوجها لكنه يخفق كل مرة.. وبدأ القلق يدب إليه…
اتصل بقريبه المهاجر.. تتضاعف حيرته حين يعتذر هذا الأخير باكيا ويحلف أنه لم يكن يعرف الحقيقة… أي حقيقة؟! سأله.. لكن الجواب ظل معلقا…
بعد أيام، اتصل به زوجها يوضح له الأمر… كرر الأب رجاءه:
ـ يا ابني لم أفهم ما تقول..
ـ لم تفهم ماذا ؟!
ـ لم أفهم كل ما ذكرتَه…
ـ يا عم أنا لا أعرف ماذا تريد بالضبط؟!
ـ فقط أريد أن أفهم…
ـ يا عم أكرر: إني تزوجت ابنتكم حسب مذهبي..!
ـ يا ابني لم أفهم.. ماذا تعني؟!
ـ زواج متعة

ذة. نبيلة عزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>